فانّ قبولى لهذا اللّقب شناعة علىّ فقال الوزير: و اللّه ما كتبت إليك إلّا بما لقّبك به جدّك أمير المؤمنين عليه السّلام، فعلم القادر الخليفة بذلك، فكتب إلى المرتضى: يا علىّ تقبّل ما لقّبك به جدّك، فقبل و اسمع النّاس.
و كان رحمه اللّه نحيف الجسم حسن الصّورة و كان يدرّس فى علوم كثيرة و يجري على تلامذته رزقا، فكان للشّيخ أبى جعفر الطّوسى رحمه اللّه أيّام قراءته عليه كلّ شهر اثنى عشر دينارا، و للقاضى ابن البرّاج كلّ شهر ثمانية دنانير.
قلت: و قد مرّ فى ترجمة عبد العزيز بن البرّاج ما يزيدك بيانا لهذه الكيفيّة فليراجع.
و أصاب النّاس فى بعض السّنين قحط شديد، فاحتال رجل يهودى على تحصيل قوت يحفظ نفسه، فحضر يوما مجلس المرتضى، فاستأذنه أن يقرأ عليه شيئا من علم النّجوم، فأذن له و امر له بجائزة تجرى عليه كلّ يوم، فقرأ عليه برهة ثمّ أسلم على يده.
و كان قد وقف قرية على كاغذ الفقهاء و كان يلقّب بالثّمانينى، لأنّه أحرز من كل شىء ثمانين، حتّى انّه كان عمره ثمانين سنة و ثمانية اشهر، و تولّى نقابة النّقباء و امارة الحاج و المظالم بعد أخيه الرّضى أبى الحسن، و هو منصب والدهما، و ذكر أبو القاسم الفهد الهاشمى فى تاريخه «إتحاف الورى بأخبار امّ القرى» فى حوادث سنة تسع و ثمانين و ثلاثمأة قال: فيها حجّ الشّريفان المرتضىّ و الرّضى فاعتقلهما فى اثناء الطّريق ابن البراج الطّائى، فاعطياه تسعة آلاف دينار من أموالهما و للشّريف المرتضى مصنّفات كثيرة، و ديوان يزيد على عشرين ألف بيت، ذكر أبو القاسم التّنوخى صاحب الشّريف قال حضرنا كتبه، فوجدناها ثمانين ألف مجلّد من مصنّفاته و محفوظاته و مقروءاته.
و كذا نقل أيضا عن صاحب «عمدة النّسب» و حكى أيضا عنه انّه قال و يحكى عن الصّاحب اسماعيل بن عبّاد انّ كتبه تحتاج إلى سبع مأة بعير، و حكى عن الشّيخ