أحاديث الإمامية المتعلّقة بتفسير الآيات و تأويلها، و الظّاهر انّ مصنّفه المبرور لم يال جهدا فى تتبّع تلك الأخبار المتشتّة فى تضاعيف الكتب و تحصيلها، و قال السيّد نعمة اللّه الجزائرى فى كتابه «المقامات»: رويت عن نفسى لمّا كنت أحصل العلم فى شيراز عند شيخنا صاحب التّفسير الموسوم ب «نور الثّقلين»، انّه لمّا فرغ من تأليفه قلت لشيخنا الفاضل البحراني، و كان المراد به الشّيخ عبد اللّه بن صالح الآتى ترجمته، أو المراد به السيّد ماجد المشهور: إن كان هذا التّقسير قابلا للاستكتاب مشتملا على جملة من الفوائد كتبناه، و إلّا فلا، فأجابنى: مادام مؤلفه حيّا فلا تساوى قيمته فلسا واحدا، و إذا مات فأوّل من يكتبه أنا، و هذا اخبار عمّا فى الضّمير، ثم أنشد:
ترى الفتى ينكر فضل الفتى
مادام حيّا فاذا ما ذهب
لجّ به الحرص على نكته
يكتبها عنه بماء الذّهب
أقول: و يشبه هذا الكتاب كثيرا، كتاب التّفسير الفاضل المحدّث المتبحّر الثّقة الجليل الإمامىّ، المولى ميرزا محمد بن محمد رضا بن اسماعيل بن جمال الدين القمّى، من علماء زمن المجلسيّين، و صاحب كتاب «عمل السّنة» و غيره، و غاية الشّباهة فيما بين الكتابين، إلى حيث قد يتوهّم فى حقّ واحد منهما الإقتباس من كتاب الآخر، لا محالة، و الظّاهر انّ المقتبس منه هو الأوّل، كما انّ عليه المعوّل، إلّا انّ تفسيره المذكور الذّى سمّاه «كنز الحقائق و بحر الدقائق» أكبر حجما منه بكثير، و إن كان هو أيضا فى أربع مجلدات كتابيّ، و من خصايصه انّه يذكر فيه «القرآن» بتمامه، و يشرحها أوّلا بطريق المزج، ثم يشرع فى نقل الأخبار المتعلّقة بالمرام من كلّ مقام.
و له أيضا فى بعض المقامات شىء من الكلام بخلاف تفسير «نور الثّقلين».
و يشبه أيضا طريقة تفسير «نور الأنوار» و كتاب «البرهان فى تفسير القرآن» للسيّد هاشم بن سليمان الكتكاني البحراني صاحب كتاب «ترتيب التّهذيب»، و القدر الجامع بين كلّ هذه التّفاسير جامعيّتها لأحاديث الإمامية المتعلّقة بمطالب كلام اللّه