الكاشى، من غير ذكر لنسبه و شأنه و طبقته، إلّا انّه نقل جملة كلام له تدّل على كونه من الشّيعة الاماميّة و لنا أيضا فيه نظر، لما يوجد فى كلماته من مديح الخلفاء و تعظيمهم.
و له أيضا من المصنّفات شرحه على «فصوص» محي الدّين ابن العربى، و شرحه على «منازل السّائرين»، الذّى كتبه خواجة عبد اللّه الانصارىّ، و رسالته فى «اصطلاحات الصّوفيّة» و غير ذلك و توفّى سنة خمسين و ثلاثين و سبعمأة، و سيأتى الإشارة إلى تحقيق له فى الألف و اللّام من قولهم: «الكلمة هى اللّفظة الدّالة على معنى مفرد» فى ذيل ترجمة عبد العزيز الموصلى النّحوى إنشاء اللّه.
المتوطّن بالحاير المقدس حيّا و ميّتا، كان من فضلاء هذه الأواخر، جامعا لأفانين شتّى؛ ماهرا فى علوم كثيرة، فقيها، لغوّيا، حكميّا، متكلّما، عارفا، حسن المشرب و الطّريقة، من تلامذة سميّنا المروّج البهبهانىّ، إلّا انّ صاحب «رياض المسائل» كان ينكر فضله، بل كان يتّهمه بالأمور العظيمة كما أفيد.
و له كتاب كبير جدّا فى اللّغة لم يتمّ، و كتاب كبير آخر على ترتيب الفقه، جامع لمستطردات جمّة و لمستطرفات مهمّة، خرج بتذييلها فى الحقيقة عن وضع الكتاب، و بتفصيلها على تلك الطّريقة عن طريق المصنّفين من الأصحاب، و كان عندنا مجلّدة من أوائله فى سنوات القبل، و لم أره بشىء، و لا حرج فى عدّ مثله من المخلطين فى الأمر كما لا يخفى على من طالع كتبه، و قد توفّى بالشّهادة على أيدى الوهابيّة الملعونة، بعد ما اخرج من بيته بطريق الحيلة، و تاريخ ذلك القتل بكربلا فى يوم الأربعاء الثّامن