و رأيت جماعة ممّن حضر مجلسه و قعدوا فى خلوته و تسليكه كجارى عادة الصّوفيّة، فكانوا يحكون غرائب ممّا يطرأ عليهم فيها، ممّا يجدونه من الأحوال الخارقة، و كان قد وصل رسولا إلى إربل من جهة الدّيوان العزيز، و عقد بها مجلس وعظ و لم يتّفق لى رؤيته لصغر السنّ، كان كثير الحّج، و ربما جاور فى بعض حججه، و كان أرباب الطّريق من مشايخ عصره يكتبون إليه من البلاد صورة فتاوى يسألونه عن شىء من أحوالهم سمعت انّ بعضهم كتب إليه: يا سيّدى إن تركت العمل أخلدت إلى البطالة، و إن عملت.
داخلنى العجب فايّهما أولى؟ فكتب جوابه اعمل و استغفر اللّه تعالى من العجب و له من هذا شىء كثير، و ذكر فى كتابه «عوارف المعارف، أبياتا لطيفة منها.
إن تأملتكم فكلى عيون
أو تذكرتكم فكلى قلوب
و مولده بسهرورد فى اواخر رجب أو أوائل شعبان سنة ست و اثنتين و خمسمأة. و توفّى فى مستهل المحرّم سنة إثنتين و ثلاثين و ستّمأة ببغداد، دفن من الغد بالوردية انتهى[1] و من جملة من أدرك صحبة هذا الرّجل هو الشّيخ العارف مصلح الدّين السّعدى الشّيرازى و قد نقل عنه فى بستانه كلمتين أوصاه بهما و قد نظمت ما ذكره عنه بهذين البيتين: