تقول فهو قادر على أن يرزقك ببلدك، فلم تعنيت إلى هيهنا للتّجارة، فانتبه شقيق و أخذ فى طريق الزّهد. إلى أن قال: و حكى حاتم الأصمّ فقال كنّا مع شقيق فى مصاف نحارب التّرك فى يوم لا نرى إلّا رؤساء تندر و رماحا تقصف و سيوفا تتقطع-، فقال لى شقيق: كيف ترى نفسك يا حاتم، فى هذا اليوم تراه مثل ما كنت فى الّليلة الّتى زفت اليك امرأتك؟ فقلت: لا و اللّه لكنى و اللّه أرى نفسى فى هذا اليوم مثل ما كنت تلك اللّيلة، ثمّ نام بين الصّفين و درقته تحت رأسه حتى سمعت غطيطه. و قال شقيق: إذا أردت أن تعرف الرّجل فانظر إلى ما وعده اللّه و وعده النّاس بايّهما يكون قلبه أوثق. و قال شقيق:
يعرف تقوى الّرجل فى ثلاثة أشياء فى أخذه و منعه و كلامه.
و اقول و من جملة فوائده النّادرة أيضا بنقل بعض المواضوع المعتبرة أنّه قال:
سألت سبعمأة عالم عن خمسة أشياء فكلّهم أجابوا بجواب واحد؛ فقلت: من العاقل؟
قالوا من لم يحبّ الدنيا. فقلت: من الكيّس؟ قالوا من لم يغر بالدّنيا. فقلت: من الغنىّ قالوا: الّذى رضى بما قسم اللّه تعالى. فقلت: من الفقير؟ قالوا الّذى قلبه مع طلب الزّيادة. فقلت من البخيل؟ قالوا: الّذى يمنع حقّ اللّه فى ماله.
و روى أيضا انّه صحب مولانا الصادق عليه السّلام و سأله جعفر بن محمّد عليه السّلام يوما عن الفتوّة، فقال: ما تقول أنت؟ فقال: شقيق إن اعطينا شكرنا و إن منعنا صبرنا، فقال الصادق عليه السّلام: الكلاب عندنا بالمدينة كذلك تفعل! فقال شقيق: يا بن رسول اللّه صلى اللّه عليه و اله ما الفتوّة عندكم: فقال إن أعطينا اثرنا و ان منعنا شكرنا. صدّق رسول اللّه و ابن رسوله صلى اللّه عليهما و على اهل بيتهما الطّبين المعصومين.