و روى الصّدوق ايضا هذا الحديث بعينه فى كتاب «عيون الاخبار» باسناده المتّصل عن على بن محمّد بن سليمان النّوفلى أنّه قال: إنّ المأمون لمّا جعل علىّ بن موسى الرّضا عليه السّلام ... إلى آخر، و زاد: فقال له يا أبا نواس قد علمت مكان علىّ بن موسى الرّضا عليه السّلام منّى و ما أكرمته به، فلماذا أخّرت مدحه؟ و أنت شاعر زمانك و قريع دهرك[1].
و نقل أيضا صاحب «البشارة» عن ياسر الخادم، و شيخنا الصّدوق باسناده المعتبر عن محمّد بن يحيى الفارسي أنّه قال: نظر أبو نواس إلى أبى الحسن الرّضا عليه السّلام ذات يوم و قد خرج من عند المأمون على بغلة له، فدنى منه ابو نواس فى الدّهليز فسلّم عليه و قال: يا بن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و سلّم قد قلت فيك أبياتا فاحبّ أن تسمعها منّى، قال: هات فانشأ يقول:
مطهّرون نقيّات ثيابهم
تتلى الصّلاة عليهم اين ما ذكروا
من لم يكن علويّا حين تنسبه
فما له فى قديم الدّهر مفتخر
و اللّه لمّا برى خلقا فأتقنه
صفّاكم و اصطفاكم أيّها البشر
فانتم الملاء الاعلى و عندكم
علم الكتاب و ما جاءت به السّور
فقال الرضا عليه السّلام: يا حسن بن هانى قد جئتنا بابيات ما سبقك احد اليها، فأحسن اللّه جزاك و الدّعا من ألفاظ البشارة- ثمّ قال: يا غلام هل معك من نفقتنا شىء؟ فقال:
ثلاثمأة دينار، فقال: أعطها إياه، ثمّ قال لعلّه استقلّها يا غلام سق اليه البغلة[2] و نقل الصدوق ايضا بالاسناد المتّصل عن أبى العبّاس المبرّد، قال: خرج أبو نواس ذات يوم من داره فبصر براكب قد حاذاه فسأل عنه و لم ير وجهه، فقيل: إنّه على بن موسى الرّضا عليه السّلام فأنشأ يقول: