فيكون سببا لهلاكك بل الرّاى ان تقتله و تاخذ براسه الى السّلطان فقتله فى مكان من ساحل البحر و كان هناك جماعة من التركمان فرأوا فى تلك اللّيلة نورا ينزل من السّماء و يصعد فدفنوه هناك و بنوا عليه قبّة و اخذ الرّجل راسه الى السّلطان فانكر عليه و قال امرتك ان تاتينى به حيا فقتلته و سعى السيّد عبد الرّحيم العبّاسى فى قتل ذلك الرّجل فقتله السّلطان انتهى.
و كان القاضى معروف الملعون الموصوف هو الّذى ارسل اليه الشّهيد رحمه اللّه تلميذه ابن العودى بمدينة صيدا و لم يتوقّع منه العرض الى سلطان الرّوم استغناء عنه و الظّاهر كون ذلك العمل ايضا منشأ لتشدّد غيظه عليه و حسده منه حتّى ان فعل به ما فعل فى مقام الفرصة.
و لكن فى الامل انّ السّبب فى ذلك كثرة قرائته على علمآء العامّة و روايته عنهم و مراودته معهم على ما يظهر لنا من تتبّع كتب الاصول و كتب الحديث و يظهر من الشّيخ حسن ولده عدم الرّضا بما فعله هو و كذلك العلّامة و الشّهيد قال و كان الشّيخ زين- الدّين الثّانى الّذى هو من افاضل احفاد هذا الشّيخ يقول قد اكثر المتأخّرون التّاليف و فى مؤلّفاتهم سقطات كثيرة عفا اللّه عنّا و عنهم و قد ادّى ذلك الى قتل جماعة منهم و كان يتعجّب من جدّه الشهيد الثّانى و من الشهيد الاوّل و العلّامة فى كثرة قرائتهم على علماء العامّة و كثرة تتبّع كتبهم فى الفقه و الاصولين و الحديث و قرائتها عندهم و كان ينكر عليهم و يقول قد ترتّب على ذلك ما ترتب.
قلت و يشبه هذه الحكاية حكاية عمّار بن ياسر و ابيه فى اشترائه سلامة نفسه بالتقيّة من الكفار فى امرهم ايّاه بالبرائة من النّبيّ (ص) و سبّه و عدم رضا ابيه بذلك و افدائه النّفس دون محبّة نبيه الأمجد (ص) و سبقته ايّاه الى الجنّة كما فى الحديث و فى الآية: قل كلّ يعمل على شاكلتة و فى النّبويّ المرسل كلّ ميسّر لما خلق له فلا بحث على احد من الطرفين فى الواقع.
و من العجب ان هذا الشيخ قد كتب نفسه فى بعض تصانيفه انّ من الالقاءات