قيل: و سئل أيضا ما هو الدّليل على انّ عليّا إمام الكلّ فى الكلّ؟ فقال: احتياج الكلّ اليه و غناه عن الكلّ.
و فى «كشف الغمّة» نقلا عن محمّد بن سلام الجمحى عن يونس بن حبيب العثماني النّحوى أحد تلامذة الخليل قال: قلت له: اريد ان اسئلك عن مسئلة فتكتّمها علىّ، فقال قولك يدل على انّ الجواب أغلظ من السّؤال فتكتمّه أنت أيضا، قلت نعم ايّام حياتك، قال سل فقلت: ما بال أصحاب النبىّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كانّهم كلّهم بنو أمّ واحدة و علىّ بن ابى طالب عليه السّلام من بينهم كأنّهم إبن علّة؟! فقال من أين لك السّؤال؟ قلت: قد وعدتنى الجواب، قال:
و قد ضمنت لى الكتمان، قلت: ايّام حياتك، فقال: انّ عليّا عليه السّلام تقدّمهم إسلاما، و فاقهم علما، و بذهم شرفا، و رجحهم زهدا، و طالبهم جهادا، و النّاس إلى أشكالهم و أشباههم أميل منهم إلى من بان منهم و فاقهم «انتهى»[1].
و نقل عنه أيضا انّه سئل عن فضيلة علىّ بن أبى طالب عليه السّلام فقال ما أقول فى حقّ من أخفى الأحبّاء فضائله من خوف الأعداء، و سعى أعدائه فى إخفائها من الحسد و البغضاء و ظهر من فضائله مع ذلك كلّه ما ملأ المشرق و المغرب.
و قال أيضا انّ أفضل كلمة يرغب الإنسان إلى طلب العلم و المعرفة قول أمير المؤمنين عليه السّلام قدر كلّ امرء ما يحسن.
و كان قد صادف عصره عصر الصّادق عليه السّلام و يقال: انّه كان من جملة أصحابه أيضا و له الرّواية عنه فى كتب أصحابنا المتديّنين ... و قد عرفت حكاية الخلاف فى تاريخ وفاته و هو كما فى «مجالس المؤمنين» موافقا لما تقدّم عن «الطّبقات» سنة خمس و سبعين و مأة بالبصرة، و كما ذكره إبن خلّكان فى سنة سبعين بعد المأة، و كما فى «تاريخ أخبار البشر» و نسبة «الوفيات» ايضا إلى القيل فى سنة سبع و سبعين، و كما عن «تقريب» ابن الحجر و «تاريخ ابن قانع» المبوّب على ترتيب السّنين فى سنة ستين، و كما عن ابن الجوزى