ثمّ ليعلم أنّ المولى الفاضل الحكيم الحاسب الماهر في فنون الرياضي مولانا محمّد باقر بن المولى زين العابدين اليزدى صاحب كتاب «عيون الحساب» الّذى لم يكتب مثله في هذا الباب غير هذا الجناب المقدّس الألقاب و قد كان من مشايخ شيخنا البهائى- ره- و لم أعرف إلى الآن زيادة على ما ذكر في حقّه، و اللّه العالم.
142 البحر المحيط، و الحبر الوقيط، و العقل البسيط، و العدل الوسيط مولانا محمد باقر بن المولى محمد تقى بن مقصود على الاصفهانى.
المشتهر بالمجلسي لكونه لقب أبويه المذكورين. قال صاحب «لؤلؤة البحرين» بعد وصفه بالعلّامة الفهّامة غوّاص بحار الأنوار مستخرج لآلي الأخبار و كنوز الآثار الّذى لم يوجد له في عصره و لا قبله و لا بعده قرين في ترويج الدين و إحياء شريعة سيّد المرسلين بالتصنيف و التأليف، و الأمر و النهى، و قمع المعتدين و المخالفين من أهل الأهواء و البدع و المعاندين سيّما الصوفيّة المبتدعين: و هذا الشيخ كان إماما في وقته في علم الحديث، و سائر العلوم، و شيخ الإسلام بدار السلطنة إصفهان رئيسا فيها بالرياسة الدينيّة و الدنيويّة. إماما في الجمعة و الجماعة، و هو الّذى روّج الحديث و نشره لا سيّما في الديار العجميّة، و ترجم لهم الأحاديث العربيّة بأنواعها بالفارسيّة مضافا إلى تصلّبه في الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر و بسط يده بالجود و الكرم لكلّ من قصده و أمّ، و قد كانت مملكة الشاه سلطان حسين لمزيد خموله و قلّة تدبيره للملك محروسة بوجود شيخنا المذكور. فلمّا مات انتقضت أطرافها و بدء اعتسافها، و أخذت في تلك السنة من يده بلدة قندهار و لم يزل الخراب يستولى عليها حتّى ذهبت من يده.
قلت: و يشهد بذلك أيضا ما ذكره السيّد الجزائري في كتاب «المقامات» إنّ في عشر التسعين بعد الألف أرجع السلطان- أيّده اللّه تعالى- يعني به الشاه سليمان