ثمّ إنّ ابن جمهور في أوائل «الغوالى» أيضا صرّح بأنّ والد العلّامة يروى عن الحسين بن ردة، و هو يروى عن الحسن بن أبي عليّ الطبرسي، و يظهر من كتاب «فوائد السمطين» للحموئى من علماء العامّة المعاصرين للعلّامة أن الحموئى المذكور يروى عن الشيخ سديد الدين يوسف والد العلّامة عن الشيخ الأعلم الفقيه الفاضل مهذّب الدين أبي عبد اللّه الحسين بن أبي الفرج ابن ردة النيلى عن الشيخ محمّد بن الحسين بن علىّ بن عبد الصمد التيمى عن جدّيه عن أبيهما عن علىّ، و في موضع آخر منه أنّ هذا الشيخ يروى عن الشيخ محمّد المذكور عن والده عن جدّه محمّد عن أبيه عن جماعة عن الصدوق.

و في موضع آخر أخبرنى سديد الدين يوسف أنّ الشيخ الفقيه الفاضل شهاب الدين أبا عبد اللّه الحسين بن أبى الفرج بن ردة النيلى أنبأه عن الشيخ حسن بن أبى علىّ الطبرسى إجازة بروايته عن والده جميع رواياته و تصنيفاته و الاختلاف في النسب لو صحّ فالأمر فيه هيّن كما علمت مرارا. فتأمّل‌

و اعلم أنّ هذا الشيخ مع جلالته و وفور مؤلّفاته، و رواته لم يشتهر منه كتاب إلّا أنّه قد رأيت على ظهر نسخة عتيقة من كتاب «نزهة الناظر» في الجمع بين الأشباه و النظاير، و كانت مقروئة على بعض الأفاضل أنّه من مؤلّفات الشيخ الفقيه العالم العامل مهذّب الدين الحسين بن محمّد بن عبد اللّه- قدّس اللّه سرّه- و كان تاريخ كتابة النسخة سنة أربع و سبعين و ستّمأة، و يحتمل أن يكون المراد به هذا الشيخ. فتأمّل و يحتمل كونه غيره فإنّه لم يذكر اسم جدّه رده مع أنّ المشهور أنّ كتاب «نزهة الناظر» من مؤلّفات الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد ابن عمّ المحقّق كما سيجى‌ء في ترجمته إن شاء اللّه كذا في «رياض العلماء».