و نقل أنّه وجد في أواخر بعض الكتب وقوع الفراغ منه في المدرسة السيّارة السلطانية في كرمانشاهان، و مثل ذلك غير بعيد عن السلطان المعظّم إليه المذكور مع ما هو المشهور إنّه- رحمه اللّه- كان يعتنى بالعلمآء و الصلحاء كثيرا، و يحبّهم حبّا شديدا، و أنّه قد حصل للعلم و الفضل في زمان دولته العالية رونق تامّ و رواج كثير، و من العجيب أنّ وفاته- رحمه اللّه- اتّفقت في سنة وفاة السلطان المذكور كما في «الرياض» و غيره.
و كانت وفاة العلّامة كما ذكر غير واحد من الخاصّة و العامّة بمحروسة الحلّة.
في ليلة السبت الحادى و العشرين من شهر محرّم الحرام المفتتح به سنة ستّ و عشرين و سبعمأة، و ميلاده الشريف لإحدى عشر ليلة خلون أو بقين من شهر رمضان المبارك عام ثمانية و أربعين و ستّمأة، و قد نقل نعشه الشريف إلى جوار سيّدنا أمير المؤمنين و إن لم يعيّن موضع قبره الشريف من الحضرة المرتضويّة في هذه الأزمان.
و من جميل ما حكته الثقات أنّه روئى من بعد وفاته في بعض منامات الصالحين،- و كأنّه ولده النبيل الكامل فخر المحقّقين- فسئل عمّا عومل به في تلك النشاة. فقال:
لو لا كتاب «الألفين» و زيارة الحسين لأهلكتنى الفتاوى، و لم يبعد ذلك حيث إنّ كتابه هذا هو الّذى أودعه ألفى دليل قاطع ليس يسع المخالف إنكارها في تحقيق الحقّ و تقديم ولىّ اللّه المطلق و التشنيع على من قابل بالدّر الخزف الكثيف- شكر اللّه تعالى سعيه الجميل، و برّه الجزيل في إقامة معالم الحقّ، و إخماد نائرة الأباطيل- هذا.
و من طرائف أخباره الرشيقة أيضا بنقل صاحب «مجالس المؤمنين» أنّ بعضهم كتب في الردّ على الإماميّة كتابا يقرأها في مجامع الناس و يظلّلهم بإغوائه و لا يعطيه أحدا يستنسخه حذرا عن وقوعه بأيدى الشيعة. فيردّوا عليه، و كان العلّامة المرحوم يحتال إلى تحصيله دائما منذ سمع به إلى أن رأى التدبير في التلمّذ على ذلك الشخص تبرأة لنفسه عن الاتّهام و توسّل به إلى طلب الكتاب الموصوف. فلمّا لم يسعه ردّه قال: اعطيك و لكنّى نذرت أن لا أدعه عند أحد أكثر من ليلة واحدة. فاغتنم العلّامة و أخذه مع