7 السيد الجليل الفاضل الفاخر ابراهيم بن المرحوم السيد محمد باقر الموسوى القزوينى المجاور بالحائر الطاهر
هو من أجلّة علماء عصرنا، و أغزّة فضلاء زماننا لم أرمثله في الفضل و التقرير، وجودة التحبير، و مكارم الأخلاق، و محامد السياق، و الإحاطه بمسائل الاصول، و المتانة فيما يكتب أو يقول.
انتقل مع أبيه المبرور من محالّ دار السلطنة قزوين- الآتي إلى بعض محامدها الإشارة إن شاء اللّه الجليل في ترجمة المولي خليل- إلى محروسة قرميسين، و قرء مبادى العلوم على من كان فيها من المدرّسين، و كان بها إلى أن حرّكته الغيرة العلويّة وحدّته الهمّة الهاشميّة على العروج إلى معارج العلم و الدين، و الخروج عن مدارج أوهام المبتدين، و الولوج في مناهج أعلام المجتهدين. فودّع من هنا لك أباه، و شفّع رضا اللّه تعالى برضاه، و هاجر ثانية الهجرتين، و سافر إلى تربة مولينا الحسين عليه السّلام، و أخذ في التتلمذ على أفاضل المشهدين و الأخذ من الأماجد المجتبين.
فممّن أكثر عليه الاشتغال بالحائر المقدّس في مراتب الاصول رئيس الاصوليّين النبلاء الفحول بل الجامع بين المعقول و المنقول مولينا شريف الدين محمّد بن المولى حسنعلى الآملىّ المازندرانىّ الأصل الحائريّ المسكن و المدفن المتوفّى بالطاعون الواقع في حدود سنة ستّ و أربعين و مأتين بعد الألف.
و هذا الشيخ هو الّذي ملأ الأصقاع آثار تأسيسه، و قرع الأسماع أصوات تدريسه و إن كان غير مسلّم في أبواب الفقهيّات، و مقتصرا في اصوله على بوادر اللبيّات، و لم يخرج منه مصنّف مشهور و مؤلّف هو بالرشاقة مذكور؛ حتّى أن اعترى الريب ساحة فقاهته و اجتهاده بعد ما اطبق على تمام مهارته و استعداده.
و بالجملة فبلغ أمر سيّدنا المشار إليه من التتلمذ البالغ الكثير على هذا الاستاد المعظّم إلي حيث كان يدرّس في حياته و تهوي إليه أفئدة الطلاب قبل وفاته.