و له أيضا شعر جيّد، و من جملة ما نسب إليه صاحب «يتيمة الدهر» قوله في الصاحب بن العميد عند انتقاله إلى قصر جديد:
لا يعجبنّك حسن القصر تنزله
فضيلة الشمس ليست في منازلها
لو زيدت الشمس في أبراجها مأة
ما زاد ذلك شيئا في فضائلها
و نقل عنه غيره أنّه قال في صدر بعض رسائله: حقيق بنا بعد أن أتسمنا بالحكمة إظهار آثار الحكماء في الموجودات، و أنّه ذكر في تلك الرسالة أحوال جماعة من المتقدّمين الأوّلين مثل قليس، و هرمس الهرامسة، و أنا غاديمون، و بعض صفات أنبياء السلف و أحوالهم.
فمن جملة ذلك ما نقله عن المسيح عليه السّلام أنّه قال: من لم يترك داره خرابا، و امرأته أرملة، و ولده يتيما لم يظفر بملكوت السموات، و أنّه أقام البرهان على علم الواجب سبحانه و تعالى و حكمته، و على عينيّة الذات معها بهذه العبارة:
المتقدّم على الأشياء كلّها يجب أن يكون هو الحكمة. إذ لو كان المتقدّم شيء سوى الحكمة لبطل الحكمة.
و أنّه كان ناقدا فهما كثير الاطّلاع على كتب الأقدمين، و لغاتهم المتروكة.
و كان عند الأمير صدر الشيرازي كثير من مؤلّفاته يضنّ بها عن عيون أصحابه لكثرة ما جمع فيها من الأسرار. ثمّ ليعلم أنّه استفيد لنا من فحاوي ما أو مأنا إليه و استرحام صاحب «المجالس»- رحمه اللّه- عليه مضافا إلى تنصيص سميّنا السيّد الأمير محمّد باقر الداماد فيما قد يحكى عنه: أنّ الرجل قد كان في عالى درجة من المعرفة بحقّ أهل البيت عليهم السّلام و الاعتقاد لفرض طاعتهم، و لزوم محبّتهم كيف لا؟ و من الظاهر على كلّ ذي دريّة أنّ مثله كان يدري بالقطع أنّ العلم، و المنزلة، و الكمال ليس يلتمس إلّا من عندهم، و لا يوجد إلّا فيهم، و أنّ نفسهم أفضل من سائر من كان يقدّم عليهم بمراتب شتى و يرشدك إلى هذا أيضا ما قد ينقل من كتابه «الطهارة» أنّه قال في بحث الشجاعة منه: و اسمع كلام الإمام الأجلّ- سلام اللّه عليه- الّذي صدر عن حقيقة الشجاعة.
فإنّه قال لأصحابه: إنّكم إن لم تقتلوا تموتوا، و الّذي نفس ابن أبى طالب بيذه لألف