و المراد بالحلّاج المذكور: هو محمّد بن علىّ بن عمر بن الجيان الاصفهانى أبو- منصور صاحب «أبنية الأفعال» و شرح «الفصيح و الشامل» في اللغة، و كتاب «انتهاز الأرب» في تفسير المقلوب من كلام العرب، و غير ذلك، و كان من ندماء الصاحب بن عبّاد. ثمّ استوحش منه.
و في «طبقات النحاة» نقلا عن ياقوت الحموى أنّه كان أحد حسبان الري، و علمائها الأعيان جيّد المعرفة باللغة. باقعة[1] الوقت. و فرد الدهر. إلى أن قال:
قال ابن مندة: قدم إصبهان فتكلّم فيه من قبل مذهبه، و قرأ عليه «مسند الرؤيانى» بسماعه من جعفر بن فتاكى، و ابتلى بحبّ غلام يقال له: البركانى. فاتّفق أنّ الغلام حجّ فلم يجد بدّا من مرافقته. فلمّا أحرم. قال: لبّيك اللهمّ لبّيك، و البركاني ساقني إليك. هذا.
و أمّا ابن المرزوق النحوى، و هو غير صاحب العنوان و اسمه محمّد بن أحمد بن محمّد بن محمّد بن أبي بكر بن مرزوق أبو عبد اللّه التلمساني العجيسي المالكى، و كان من تلامذة الخطيب الدمشقي و أبي حيّان المشهور، و خلائق- بل نقل أنّ شيوخه بلغت ألفى شيخ- و كتب خطّا حسنا، و شرح «الشفاء و العمدة»، و كان حسن الشكل. جليل القدر.
مات في سنة إحدى و ثمانين و سبعمأة كما في «طبقات النحاة».
74 الشيخ أبو أسحق أحمد بن محمد بن ابراهيم الثعلبى النيسابورى
المفسّر المشهور كان أوحد زمانه في علم التفسير، و أوثق الناس في نقل الحديث و صنّف «التفسير الكبير» الّذي فاق غيره من التفاسير، و سمّاه ب «الكشف و البيان فى تفسير القرآن» قيل: و لقد كتب الاستاد الثعلبى في ديباجة تفسيره هذا هكذا:
فاستخرت اللّه تعالى في تصنيف كتاب شامل كامل مهذّب ملخّص مفهوم منظوم مستخرج
[1] رجل باقعة: اى العارف الزكى الذى لا يفوته شىء.