المغربيّة أيضا مملكة إفريقيّة، و بلاد القيروان المتقدّم عليها الكلام في ذيل ترجمة ابن الوزّان القيروانى المشهور. فليراجع- إن شاء اللّه- و سيجيء ترجمة أحمد بن علىّ بن محمّد البيهقى المعروف ببو جعفرك السبزوارى أيضا عمّا قريب- إن شاء اللّه-.
69 الفاضل الكامل الاديب الامين مهذب الملة و الدنيا و الدين ابو الفضل أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد الهمدانى
الحافظ المعروف ببديع الزمان. كان من أجلّاء شعراء الإماميّة، و كتّابهم. صاحب المقالات الرائقة، و المقامات الفائقة، و على منواله نسج الحريرى مقاماته، و احتذى حذوه، و اقتفى أثره، و اعترف في خطبته بفضله، و أنّه الّذي أرشده إلى سلوك ذلك المنهج، و عبّر عنه هنالك ببديع الزمان و علامة همدان، و قد صحب الصاحب الكبير إسمعيل بن عبّاد الوزير إلى أن صار من خواصّه و ندمائه، و أخذ اللغة عن أحمد بن فارس المتقدّم، و له ديوان شهر مشهور.
و من شعره قوله من جملة قصيدة طويلة له:
و كاد يحكيك صوب الغيب منسكا
لو كان طلق المحيا يمطر الذهبا
و الدهر لو لم يخن و الشمس لو نطقت
و الليث لو لم يصد و البحر لو عذبا
و من شعره أيضا في ذمّ همدان المنسوب إليها:
همدان لى بلد أقول بفضله
لكنّه من أقبح البلدان
صبيانه في القبح مثل شيوخه
و شيوخه في العقل كالصبيان
و في كتاب «تلخيص الآثار» أنّ همدان مدينة مشهورة من مدن الجبال.
قيل: بناها همدان بن فلّوج بن سام بن نوح عليه السّلام و كانت أربع فراسخ في مثلها، و الآن لم يبق على تلك الهيئة لكنّها مدينة عظيمة لها رقعة و سيعة، و هواء لطيف، و ماء عذب، و تربة طيبّة، و لم يزل مجلسا لسرير الملوك، و لا حدّ لرخصها. و كثرة الفواكه و المياه بها. من خاصيّتها أن لا يكون أحد من الناس بها حزينا و لو كان ذا