36 الشيخ أبو عبد اللّه ابراهيم بن محمد بن عرفة بن سليمان بن المغيرة الازدى الواسطى النحوى اللغوى الثعلبى
الملقّب نفطوية على زنة سيبويه. قيل: إنّه كان عالما بالعربيّة و اللغة و الحديث.
أخذ عن ثعلب و المبرّد، و كان طاهر الأخلاق، حسن المجالسة، صادقا فيما يرويه، حافظا للقرآن، فقيها على مذهب داود الظاهري راسا فيه مسندا في الحديث، حافظا للسّير و أيّام النّاس و التّواريخ و الوفيات، ذا مروّة و ظرف. جلس للإقراء أكثر من خمسين سنة، و كان يبتدء في مجلسه بالقرآن على رواية عاصم، ثمّ يقرأ الكتب و كان يقول: سائر العلوم إذا متّ فهنا من يقوم بها، و أمّا الشعر فإذا متّ مات على الحقيقة و كان يقول: من أغرب علىّ ببيت جرير لا أعرفه فأنا عبده. و كان بينه و بين محمّد بن داود الظاهرى مودّة أكيدة، فلمّا مات ابن داود حزن عليه، و انقطع عن الناس ثمّ ظهر فقيل له في ذلك فقال: إنّ ابن داود قال لي يوما: أقلّ ما يجب للصّديق أن يحزن على صديقه سنة كاملة، عملا بقول لبيد:
إلى الحول ثمّ اسم السّلام عليكما
و من يبك حولا كاملا فقد اعتذر
فحزنّا عليه كما شرط.
و كان بينه و بين ابن دريد اللغوىّ المشهور منافرة، و قال فيه ابن دريد:
لو انزل الوحى على نفطويه
لكان ذاك الوحى سخطا عليه
و شاعر يدعى بنصف اسمه
مستأهل للصّفع في أخدعيه
أحرقه اللّه بنصف اسمه
و صيّر الباقي صراخا عليه
هذا. و قد نقل عن «ياقوت» أنّه قال: و قد جعله ابن بسّام بضمّ الطاء و تسكين الواو و فتح الياء. فقال: