responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحکم نویسنده : الکاشانی، عبدالرزاق    جلد : 1  صفحه : 68

يقول- فَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا- حيث ظهر) أي انقادوا أو سلموا وجوداتكم له بالفناء فيه (و بشر المخبتين الذين خبت نار طبيعتهم) أي المتذللين الخاشعين من الانكسار و التواضع لعظمة الله، و قوله خبت ليس من الإخبات بل من الخبو لأن العلو و التكبر إنما يكون من الطبيعة النارية كما قال إبليس- أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي من نارٍ- فإذا خمدت الطبيعة النارية فيهم انكسرت الأنانية الحاجبة للَّه تعالى (فقالوا إلها و لم يقولوا طبيعة) لخبوها إذا لم يعرفوا إلا ما هو الغالب فيهم، فإذا خبت نار الطبيعة ظهرت الإلهية و غلبته (و قد أضلوا كثيرا- أي حيروهم في تعداد الواحد بالوجوه و النسب) و لما غلب عليه التوحيد الذاتي المحمدي في قوله «عرفت الأشياء باللّه حين سئل بم عرفت الله» حمل الآية على صورة حاله و فسر إضلال الأصنام أي صور الكثرة لمن نظر فيها بعين التوحيد بالتحير لشهود الواحد المطلق الحقيقي متعددا بحسب الإضافات إلى المظاهر حتى ترى أي الوجه الواحد وجوها مختلفة باختلاف المظاهر التي هي مراياه كما قال المحمدي:

و ما الوجه إلا واحد غير أنه إذا أنت أعددت المرايا تعددا

فتحير بين أحديته و كثرته، و فسر الظالمين في قوله- وَ لا تَزِدِ الظَّالِمِينَ- بالمحمديين الظالمين (لأنفسهم من جملة المصطفين الذين أورثوا الكتاب) أي كتاب العقل القرآنى و هو كتاب الجمع و الوجود الأحدى و جعلهم (فهم أول الثلاثة) في قوله تعالى- فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ- لأنهم شاهدوا الواحد كثيرا فعددوا الواحد فساروا من الواحد إلى الكثير، و لذلك قال (فقدمه على المقتصد و السابق) أي فضله باعتبار سيره و نظره من الواحد إلى الكثير، بناء على ما أورده الترمذي في صحيحه عن أبى سعيد، أن النبي عليه الصلاة و السلام قال في هذه الآية «هؤلاء كلهم بمنزلة واحدة و كلهم في الجنة» و إنما فضله على الباقين لأن المقتصد هو الشاهد للكثرة في الواحد، و الواحد في الكثرة جامعا في شهوده بين الحق و الخلق، و السابق بالخيرات هو الذي شهد الكثير واحدا فوحد الكثير و سار من الكثير إلى الواحد، فهما ليسا في الحيرة لكونهما معتبرين للخلق مع الحق، و أما هذا الظالم فلا يرى إلا الواحد الحقيقي كثيرا بالاعتبار، فله الضلال أي الحيرة أبد الآباد فمن حقه أن لا يزيده الله (- إِلَّا ضَلالًا- إلا حيرة المحمدي) أي إلا حيرة المحمدية بالإضافة في قوله (زدني فيك تحيرا) أو إلا حيرة بالتنوين و رفع المحمدي أي قال‌

__________________________________________________

(فقدمه على المقتصد و السابق) فكان الظالمون لأنفسهم أكمل الناس و أعرفهم، فأشار نوح في دعائه لقومه بلسان الذم إلى هذه الطائفة فقال- وَ لا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلالًا- إلا حيرة) في العلم حتى لا يقولوا إلها و لا يحيروا القوم في تعداد الواحد بالوجوه و هو ما دعا به (المحمدي زدني فيك تحيرا) فإن زيادة التحير في الله تكون عن زيادة علم و هو في الظالمين أنفسهم من المحيرين، و جاء ما أشار نوح في حق قوم موسى في قوله‌

نام کتاب : شرح فصوص الحکم نویسنده : الکاشانی، عبدالرزاق    جلد : 1  صفحه : 68
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست