نام کتاب : الانوار العلويه نویسنده : النقدي، جعفر جلد : 1 صفحه : 296
والموعظة الحسنة ، يكسر الاصنام ، وينكث الهام ، حتى انهزم الجمع
وولوا الدبر ، حتى يبزغ الليل عن صبحه ، وأسفر الحق عن محضه ، ونطق زعيم
الدين ، وخرست شقاشق الشياطين ، وطاح وشيط النفاق ، وانحلت عقدة الكفر
والشقاق ، وأعلن بكلمة الاخلاص في نفر من البيض الخماص ، وكنتم على شفا
حفرة من النار فأنقذكم منها الله تبارك وتعالى بأبي محمد ، بعد اللتيا
والتي ، وبعد ان منى بهم الرجال ، وذؤبان العرب ، ومردة أهل الكتاب ﴿ كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ﴾
أو نجم قرن الشيطان ، أو فغرت فاغرةمن المشركين ، قذف أخاه في لهواتها ،
فلا ينكفئ حتى يطأ صماخها منها بأخمصه ، ويخمد لهبها بسيفه ، مقدور الى ذات
الله ، مجتهدا في أمر الله ، قريبا من رسول الله ، سيدا في أولياء الله ،
مشمرا ناصحا ، مجدا كادحا ، وانتم في رفاهية في العيش ، وادعون فاكهون
آمنون ، تتربصون بنا الدوائر ، وتتوكفون الاخبار ، وتنكصون عند النزال
وتفرون عند القتال ، فلما اختار الله لنبيه ( ص ) دار أنبيائه ، ومأوى
أصفيائه ، ظهرت فيكم حيكة النفاق ، واشمل جلباب الرين ، ونطق كاظم الغاوين ،
ونبغ خامل الافلين وهدر رفيق المبطلين ، فحضر في عرصاتكم ، واطلع الشيطان
رأسه من مغرزه ، هاتفا بكم ، فألفاكم لدعوته مجيبين ، وللعترة فيكم ملاحظين
، ثم استنهضكم فوجدكم خفافا وأحمشكم فألفاكم عصابا ، فو سمتم غير ابلكم ،
ووردتم عبر شربكم ، هذا والعهد قريب والكلم رحيب ، والجرح لما يندمل ،
والرسول لما يقبر ، إبتدأتم وزعمتم خوف الفتنة ، إلا في الفتنة سقطوا ، وان
جهنم لمحيطة بالكافرين ، وانتم الاخسرون ، فهيهات منكم ، وكيف بكم ؟ وأنى
تؤفكون ، وكتاب الله بين أظهركم ، اموره ظاهره ، وأحكامه زاهرة ، وزواجره
لائحة ، وأوامره واضحة ، قد خلفتموه وراء ظهوركم ، أرغبة عنه تدبرون ؟ أم
بغيره تحكمون ؟ بئس للظالمين بدلا ﴿ ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ﴾
ثم لم تلبثوا إلا ريث ان تسكن نفرتها ، ويسلس قيادها ، ثم اخذتم تورون
وقدتها ، وتهيجون جمرتها ، وتستجيبون لهتاف الشيطان الغوي ، وإطفاء أنوار
الحق الجلي ، وإهمال سنن النبي الصفي ، تشربون حسوا في إرتغاء ، وتمشون
لأهله وولده في الحمراء والصفراء ، ونصبر منكم على مثل ح
نام کتاب : الانوار العلويه نویسنده : النقدي، جعفر جلد : 1 صفحه : 296