نام کتاب : بداية المجتهد و نهايه المقتصد نویسنده : ابن رشد جلد : 1 صفحه : 98
من استثنى السبعة مواضع .
ومنهم من استثنى الحمام ، والمقبرة ، وقال : هذا هو الثابت عنه عليه الصلا والسلام ، لانه قد روي أيضا النهي عنهما مفردين .
ومنهم من استثنى المقبرة فقط للحديث المتقدم .
وأما من ذهب مذهب الجمع ، ولم يستثن خاصا من عام ، فقال : أحاديث النهي محمولة على الكراهة ، والاول علة الجواز .
واختلفوا في الصلاة في البيع والكنائس ، فكرهها قوم ، وأجازها قوم ،
بين أن يكون فيها صور أو لا يكون ، وهو مذهب ابن عباس لقول عمر : لا تدخل
كنائسهم من أجل التماثيل ، والعلة فيمن كرهها لا من أجل التصاوير ، حملها
على النجاسة واتفقوا على الصلاة على الارض ، واختلفوا في الصلاة على
الطنافس وغير ذلك مما يقعد عليه على الارض ، والجمهور على إباحة السجود علة
الحصير وما يشبهه مما تنبته الارض ، والكراهية بعد ذلك ، وهو مذهب مالك بن
أنس في معرفة الشروط التي هي شروط في صحة الصلاة وأما الترو ك المشترطة في
الصلاة : فاتفق المسلمون على أن منها قولا ، ومنها فعلا ، فأما الافعال :
فجميع الافعال المباحة التي ليست من أفعال الصلاة إلا قتل العقرب ، والحية
في الصلاة ، فإنهم اختلفوا في ذلك لمعارضة الاثر في ذلك للقياس واتفقوا
فيما أحسب على جواز الفعل الخفيف .
وأما الاقوال : فهي أيضا الاقوال التي ليست من أقاويل الصلاة ، وهذه أيضا لم يختلفوا أنها تفسد الصلاة عمدا لقوله تعالى :
﴿ وقوموا لله قانتين ﴾
ولما ورد من قوله عليه الصلاة والسلام : إن الله يحدث من أمره ما
يشاء ، ومما أحدث أن لا تكلموا في الصلاة ، وهو حديث ابن مسعود ، وحديث زيد
بن أرقم أنه قال : كنا نتكلم فيالصلاة حتى نزلت
﴿ وقوموا لله قانتين ﴾
فأمرنا بالسكوت ، ونهينا عن الكلام إلا أنهم اختلفوا من ذلك في موضعين : أحدهما : إذا تكلم ساهيا .
والاخر : إذا تكلم عامدا لاصلاح الصلاة ، وشذ الاوزاعي فقال : من تكلم في الصلاة لاحياء نفس ، أو لامر كبير ، فإنه يبني .
والمشهور من مذهب مالك أن التكلم عمدا على جهة الاصلاح لا يفسدها ، وقال الشافعي : يفسدها التكلم كيف كان إلا مع النسيان .
وقال أبو حنيفة يفسدها التكلم كيف كان .
والسبب في اختلافهم : تعارض ظواهر الاحاديث في ذلك ، وذلك أن
الاحاديث المتقدمة تقتضي تحريم الكلام على العموم ، وحديث أبي هريرة
المشهور : أن رسول الله ( ص ) انصرف من اثنتين ، فقال له ذو اليدين : أقصرت
الصلاة أم نسيت يا رسول الله ؟ فقال رسول الله ( ص ) : أصد
نام کتاب : بداية المجتهد و نهايه المقتصد نویسنده : ابن رشد جلد : 1 صفحه : 98