نام کتاب : بداية المجتهد و نهايه المقتصد نویسنده : ابن رشد جلد : 1 صفحه : 81
الصبح فمن صار إلى ترجيح حديث إمامة جبريل جعل اخر وقتها المختار
المثلين ، ومن صار إلى ترجيح حديث ابن عمر جعل آخر وقتها المختار اصفرار
الشمس ، ومن صار إلى ترجيح حديث أبي هريرة قال : وقت العصر إلى أن يبقى
منها ركعة قبل غروب الشمس ، وهم أهل الظاهر كما قلنا .
وأما الجمهور فسلكوا في حديث أبي هريرة وحديث ابن عمر مع حديث ابن
عباس - إذ كان معارضا لهما كل التعارض - مسلك الجمع ، لان حديثي ابن عباس
وابن عمر تتقارب الحدود المذكورة فيهما ولذلك قال مالك مرة بهذا ومرة بذلك .
وأما الذي في حديث أبي هريرة فبعيد منهما ومتفاوت ، فقالوا : حديث أبي هريرة إنما خرج مخرج أهل الاعذار .
المسألة الثالثة : اختلفوا في المغرب هل لها وقت موسع كسائر الصلوات
أم لا ؟ فذهب قوم إلى أن وقتها واحد غير موسع ، وهذا هو أشهر الروايات عن
مالك وعن الشافعي .
وذهب قوم إلى أن وقتها موسع ، وهو ما بين غروب الشمس إلى غروب الشفق
وبه قال أبو حنيفة وأحمد وأبو ثور ، وداود ، وقد روي هذا القول عن مالك
والشافعي .
وسبب اختلافهم في ذلك : معارضة حديث إمامة جبريل في ذلك لحديث عبد
الله بن عمر ، وذلك أن في حديث إمامة جبريل : أنه صلى المغرب في اليومين في
وقت واحد وفي حديث عبد الله ووقت صلاة المغرب ما لم يغب الشفق فمن رجح
حديث إمامة جبريل جعللها وقتا واحدا .
ومن رجح حديث عبد الله جعل لها وقتا موسعا ، وحديث عبد الله خرجه مسلم .
ولم يخرج الشيخان حديث إمامة جبريل أعني : حديث ابن عباس الذي فيه :
أنه صلى بالنبي عليه الصلاة والسلام عشر صلوات مفسرة الاوقات ، ثم قال له :
الوقت ما بين هذين ، والذي في حديث عبد الله من ذلك هو موجود أيضا في حديث
بريدة الاسلمي ، خرجه مسلم ، وهو أصل في هذا الباب .
قالوا : وحديث بريدة أولى لانه كان بالمدينة عند سؤال السائل له عن أوقات الصلوات ، وحديث جبريل كان في أول الفرض بمكة .
المسألة الرابعة : اختلفوا من وقت العشاء الاخرة في موضعين : أحدهما في أوله ، والثاني في آخره .
أما أوله ، فذهب مالك والشافعي وجماعة إلى أنه مغيب الحمرة وذهب أبو حنيفة إلى أنه مغيب البياض الذي يكون بعد الحمرة .
وسبب اختلافهم في هذه المسألة : اشتراك اسم الشفق في لسان العرب
فإنه كما أن الفجر في لسانهم فجران ، كذلك الشفق شفقان : أحمر وأبيض ،
ومغيب الشفق الابيض يلزم أن يكون بعده من أول الليل ، إما بعد الفجر
المستدق من آخر الليل : أعني الفجر الكاذب ، وإما بعد الفجر الابيض
المستطير ،
نام کتاب : بداية المجتهد و نهايه المقتصد نویسنده : ابن رشد جلد : 1 صفحه : 81