نام کتاب : بداية المجتهد و نهايه المقتصد نویسنده : ابن رشد جلد : 1 صفحه : 41
والاستنشاق ومن جعله معارضا ، جمع بينهما بأن حمل حديثي عائشة ، وميمونة على الندب ، وحديث أم سلمة على الوجوب .
ولهذا السبب بعينه اختلفوا في تخليل الرأس هل هو واجب في هذه
الطهارة أم لا ؟ ومذهب مالك أنه مستحب ، ومذهب غيره أنه واجب وقد عضد مذهبه
من أوجب التخليل بما روي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : تحت كل شعرة
جنابة ، فأنقوا البشرة ، وبلوا الشعر .
المسألة الرابعة : اختلفوا هل من شرط هذه الطهارة الفور ، والترتيب ؟ أم ليسا من شروطها كاختلافهم من ذلك في الوضوء .
وسبب اختلافهم في ذلك : هل فعله عليه الصلاة والسلام محمول على
الوجوب أو على الندب ؟ فإنه لم ينقل عنه عليه الصلاة والسلام أنه ما توضأ
قط إلا مرتبا متواليا ، وقد ذهب قوم إلى أن الترتيب في هذه الطهارة أبين
منها في الوضوء ، وذلك بين الرأس وسائر الجسد ، لقوله عليه الصلاة والسلام
في حديث أم سلمة : إنما يكفيك أن تحثي على رأسك ثلاث حثيات ، ثم تفيضي
الماء على جسدك وحرف ثم يقتضي الترتيب بلا خلاف بين أهل اللغة .
الباب الثاني : في معرفة نواقض هذه الطهارة والاصل في هذا الباب قوله تعالى :
﴿ وإن كنتم جنبا فاطهروا ﴾
وقوله :
﴿ ويسألونك عن المحيض قل هو أذى ﴾
الاية .
واتفق العلماء على وجوب الطهارة من حدثين : أحدهما : خروج المني على
وجه الصحة في النوم ، أو في اليقظة من ذكر كان أو أنثى ، إلا ما روي عن
النخعي من أنه كان لا يرى على المرأة غسلا من الاحتلام ، وإنما اتفق
الجمهور على مساواة المرأة في الاحتلام للرجل لحديث أم سلمة الثابت أنها
قالت : يا رسول الله المرأة ترى في المنام مثل ما يرى الرجل هل عليها غسل ؟
قال : نعم إذا رأت الماء وأما الحديث الثاني الذي اتفقوا أيضا عليه ، فهو
دم الحيض ، أعني إذا انقطع .
وذلك أيضا لقوله تعالى :
﴿ ويسألونك عن المحيض قل هو أذى ﴾
الاية ، ولتعليمه الغسل من الحيض لعائشة وغيرها من النساء ، واختلفوا في هذا الباب مما يجري مجرى الاصول في مسألتين مشهورتين .
المسألة الاولى : اختلف الصحابة رضي الله عنهم في سبب إيجاب الطهر
من الوطئ ، فمنهم من رأى الطهر واجبا في التقاء الختانين أنزل أو لم ينزل ،
وعليه أكثر فقهاء الامصار : مالك وأصحابه و الشافعي وأصحابه وجماعة من أهل
الظاهر وذهب قوم من أهل الظاهر إلى إيجاب الطهر مع الانزال فقط .
والسبب في اختلافهم في ذلك : تعارض الاحاديث في ذلك ، لانه ورد في ذلك حديثان ثابتان اتفق أهل الصحيح على تخريجهما
نام کتاب : بداية المجتهد و نهايه المقتصد نویسنده : ابن رشد جلد : 1 صفحه : 41