نام کتاب : بداية المجتهد و نهايه المقتصد نویسنده : ابن رشد جلد : 1 صفحه : 35
اسم الغائط الذي هو أدل على الحدث الذي هو فيه مجاز ، منه على
المطمئن من الارض الذي هو فيه حقيقة ، والذي أعتقده أن اللمس وإن كانت
دلالته على المعنيين بالسواء ، أو قريبا من السواء أنه أظهر عندي في الجماع
، وإن كان مجازا ، لان الله تبارك وتعالى قد كنى بالمباشرة والمس عن
الجماع ، وهما في معنى اللمس ، وعلى هذا التأويل في الاية يحتج بها في
إجازة التيمم للجنب دون تقدير تقديم فيها ، ولا تأخير على ما سيأتي بعد ،
وترتفع المعارضة التي بين الاثار والاية على التأويل الاخر .
وأما من فهم من الاية اللمسين معا فضعيف ، فإن العرب إذا خاطبت
بالاسم المشترك إنما تقصد به معنى واحدا من المعاني التي يدل عليها الاسم ،
لا جميع المعاني التي يدل عليها ، وهذا بين بنفسه في كلامهم .
المسألة الرابعة : مس الذكر : اختلف العلماء فيه على ثلاثة مذاهب :
فمنهم من رأى الوضوء فيه كيفما مسه ، وهو مذهب الشافعي وأصحابه ، وأحمد ،
وداود ومنهم من لم ير فيه وضوءا أصلا ، وهو أبو حنيفة وأصحابه ولكلا
الفريقين سلف من الصحابة والتابعين .
وقوم فرقوا بين أن يمسه بحال ، أو لا يمسه بتلك الحال ، وهؤلاء
افترقوا فيه فرقا : فمنهم من فرق فيه بين أن يلتذ ، أو لا يلتذ ، ومنهم من
فرق بين أن يمسه بباطن الكف ، أو لا يمسه ، فأوجبوا الوضوء مع اللذة ، ولم
يوجبوه مع عدمها ، وكذلك أوجبه قوم مع المس بباطن الكف ، ولم يوجبوه مع
المس بظاهرها ، وهذان الاعتبار ان مرويان عن أصحاب مالك ، وكأن اعتبار باطن
الكف راجع إلى اعتبار سبب اللذة .
وفرق قوم في ذلك بين العمد ، والنسيان ، فأوجبوا الوضوء منه مع العمد ، ولم يوجبوه مع النسيان .
وهو مروي عن مالك وهو قول داود وأصحابه .
ورأى قوم أن الوضوء من مسه سنة لا واجب .
قال أبو عمر : وهذا الذي استقر من مذهب مالك عند أهل المغرب من أصحابه والرواية عنه فيه مضطربة .
وسبب اختلافهم في ذلك : أن فيه حديثين متعارضين : احدهما الحديث
الوارد عن طريق بسرة انها سمعت رسول الله ( ص ) يقولإذا مس أحدكم ذكره ،
فليتوضأ وهو أشهر الاحاديث الواردة في إيجاب الوضوء من مس الذكر ، خرجه
مالك في الموطأ ، وصححه يحيى بن معين وأحمد بن حنبل ، وضعفه أهل الكوفة ،
وقد روي أيضا معناه من طريق أم حبيبة ، وكان أحمد بن حنبل يصححه ، وقد روي
أيضا معناه من طريق أبي هريرة ، وكان ابن السكن أيضا يصححه ، ولم يخرجه
البخاري ولا مسلم .
والحديث الثاني المعارض له حديث طلق بن علي قال : قدمنا على رسول
الله ( ص ) وعنده رجل كأنه بدوي ، فقال : يا رسول الله ما ترى في مس الرجل
ذكره بعد أن يتوضأ ؟ فقال : وهل هو إلا بضعة منك ؟ خرجه أبو داود والترمذي
وصححه كثير من أهل العلم الكوفيون وغيرهم ، فذهب العلماء في تأويل هذه
الاحاديث
نام کتاب : بداية المجتهد و نهايه المقتصد نویسنده : ابن رشد جلد : 1 صفحه : 35