نام کتاب : بداية المجتهد و نهايه المقتصد نویسنده : ابن رشد جلد : 1 صفحه : 132
ووجبت المقايسة أيضا بين قوة الالفاظ ، وقوة الاوامر ، ولعسر انضباط هذه الاشياء قيل : إن كل مجتهد مصيب ، أو أقل ذلك غير مأثوم .
المسألة الرابعة : اختلفوا فيمن جاء يوم الجمعة والامام على المنبر
هل يركع أم لا ؟ فذهب بعض إلى أنه لا يركع ، وهو مذهب مالك وذهب بعضهم إلى
أنه يركع .
والسبب في اختلافهم : معارضة القياس لعموم الاثر ، وذلك أن عموم
قوله عليه الصلاة والسلام : إذا جاء أحدك المسجد ، فليركع ركعتين يوجب أن
يركع الداخل في المسجد يوم الجمعة وإن كان الامام يخطب ، والامر بالانصات
إلى الخطيب يوجب دليله أن لا يشتغل بشئ مما يشغل عن الانصات وإن كان عبادة .
ويؤيد عموم هذا الاثر ما ثبت من قوله عليه الصلاة والسلام : إذا جاء
أحدكم المسجد والامام يخطب ، فليركع ركعتين خفيفتين خرجه مسلم ، وفي بعض
رواياته ، وأكثر رواياته : أن النبي عليه الصلاة والسلام أمر الرجل الداخل
أن يركع ولم يقل : إذا جاء أحدكم الحديث .
فيتطرق إلى هذا الخلاف في : هل تقبل زيادة الراوي الواحد إذا خالفه
أصحابه عن الشيخ الاول الذي اجتمعوا في الرواية عنه أم لا ؟ فإن صحت
الزيادة وجب العمل بها ، فإنها نص في موضوع الخلاف ، والنص لا يجب أن يعارض
بالقياس لكن يشبه أن يكون الذي راعاه مالك في هذا هو العمل .
المسألة الخامسة : أكثر الفقهاء على أن من سنة القراءة في صلاة
الجمعة قراءة سورة الجمعة في الركعة الاولى لما تكرر ذلك من فعله عليه
الصلاة والسلام ، وذلك أنه خرج مسلم عن أبي هريرة : أن رسول الله ( ص ) كان
يقرأ في الركعة الاولى بالجمعة ، وفي الثانية بإذا جاءك المنافقون وروى
مالك : أن الضحاك بن قيس سأل النعمان بن بشير ماذا كان يقرأ به رسول الله (
ص ) يوم الجمعة على أثر سورة الجمعة ؟ قال : كان يقرأ ب
﴿ هل أتاك حديث الغاشية ﴾
واستحب مالك العمل على هذا الحديث وإن قرأ عنده بسبح اسم ربك الاعلى
كان حسنا ، لانه مروي عن عمر بن عبد العزيز ، وأما أبو حنيفة فلم يقف فيها
شيئا .
والسبب في اختلافهم : معارضة حال الفعل للقياس ، وذلك أن القياس
يوجب أن لا يكون لها سورة راتبة كالحال في سائر الصلوات ، ودليل الفعل
يقتضيأن يكون لها النعمان بن بشير : أن رسول الله ( ص ) كان يقرأ في
العيدين وفي الجمعة بسبح اسم ربك الاعلى ، وهل أتاك حديث الغاشية .
قال : فإذا اجتمع العيد ، والجمعة فيوم واحد قرأ بهما في الصلاتين ،
وهذا يدل على أنه ليس هناك سورة راتبة ، وأن الجمعة ليس كان يقرأ بها
دائما .
نام کتاب : بداية المجتهد و نهايه المقتصد نویسنده : ابن رشد جلد : 1 صفحه : 132