نام کتاب : بداية المجتهد و نهايه المقتصد نویسنده : ابن رشد جلد : 1 صفحه : 106
نزلت
﴿ سبح اسم ربك الاعلى ﴾
قال : اجعلوها في سجودكم .
وكذلك اختلفوا في الدعاء في الركوع بعد اتفاقهم على جواز الثناء على
الله فكره ذلك مالك لحديث علي أنه قال عليه الصلاة والسلام : أما الركوع
فعظموا فيه الرب ، وأما السجود ، فاجتهدوا فيه في الدعاء .
وقالت طائفة يجوز الدعاء في الركوع ، واحتجوا بأحاديث جاء فيها :
أنه عليه الصلاة والسلام دعا في الركوع وهو مذهب البخاري ، واحتج بحديث
عائشة قالت : كان النبي عليه الصلاة والسلام يقول في ركوعه ، وسجوده :
سبحانك اللهم ربنا ، وبحمدك ، اللهم اغفر لي .
وأبو حنيفة لا يجيز الدعاء في الصلاة بغير ألفاظ القرآن ، ومالك والشافعي يجيزان ذلك .
والسبب في ذلك : اختلافهم فيه ، هل هو كلام أم لا ؟ المسألة السابعة
: اختلفوا في وجوب التشهد ، وفي المختار منه ، فذهب مالك ، وأبو حنيفة
وجماعة إلى أن التشهد ليس بواجب وذهبت طائفة إلى وجوبه ، وبه قال الشافعي ،
وأحمد ، وداود .
وسبب اختلافهم معارضة القياس لظاهر الاثار ، وذلك أن القياس يقتضي
إلحاقه بسائر الاركان التي ليست بواجبة في الصلاة ، لاتفاقهم على وجوب
القرآن ، وأن التشهد ليس بقرآن ، فيجب .
وحديث ابن عباس أنه قال : كان رسول الله ( ص ) يعلمنا التشهد كما
يعلمنا السورة من القرآن يقتضي وجوبه مع أن الاصل عند هؤلاء أن أفعاله ،
وأقواله في الصلاة يجب أن تكون محمولة على الوجوب حتى يدل الدليل على خلاف
ذلك .
والاصل عند غيرهم على خلاف هذا ، وهو أن ما ثبت وجوبه في الصلاة مما
اتفق عليه ، أو صرح بوجوبه ، فلا يجب أن يلحق به إلا ما صرح به ، ونص عليه
، فهما - كما ترى - أصلا متعارضان .
وأما المختار من التشهد ، فإن مالكا رحمه الله اختار تشهد عمر رضي
الله عنه الذي كان يعلمه الناس على المنبر ، وهو : التحيات لله ، الزاكيات
لله الطيبات الصلوات لله ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ،
السلام علينا ، وعلى عباد اللهالصالحين ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا
شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
واختار أهل الكوفة : أبو حنيفة ، وغيره تشهد عبد الله بن مسعود ،
قال أبو عمر : وبه قال أحمد ، وأكثر أهل الحديث ، لثبوت نقله عن رسول الله (
ص ) وهو : التحيات لله والصلوات والطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة
الله وبركاته .
السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين .
أشهد ألا إله إلا الله .
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله واختار الشافعي ذي رواه عن النبي ( ص )
قال : كان رسول الله ( ص ) يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن .
فكان : التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله ، سلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، سلام علينا وعلى عباد الله
نام کتاب : بداية المجتهد و نهايه المقتصد نویسنده : ابن رشد جلد : 1 صفحه : 106