الجوهري : أن الصديق هو الملازم للصدق الدائم في صدقه [1] ،
والصديق من صدق عمله قوله ، والنبيون كلهم صديقون ، وليس كل صديق نبيا ،
والصديقون كلهم صالحون ، وليس كل صالح نبيا ، فلا يقع العكس في ذلك بل
الطرد ، فيكون التفاوت بينهم تفاوت العام والخاص .
والصديق ينقسم إلى ثلاثة أقسام : إلى نبي ، وإمام ، وصالح ليس بنبي ولا إمام :فالأول - كقوله تعالى
﴿ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ﴾
[4] وقد سبق الدليل في الفصل الخامس أن المراد بالصادقين علي بن أبي طالب ومن اجتمعت فيه الصفات من ذريته .
وقد دل الدليل من قول الفريقين في هذا الفصل أن الصديق الأكبر
والفاروق الأعظم هو علي بن أبي طالب ، لأن الوارد ، من الأخبار النبوية
شركته عليه السلام مع من ليس بنبي ولا إمام وهذا هو القسم الثالث ، ثم
أفرده اللفظ النبوي بقوله ( وعلي أفضلهم ) تنبيها على فضله واختصاصه وعلو
مكانه واستحقاقه للإمامة والفضل .
فإذن ثبته لأمير المؤمنين عليه السلام ذلك ، وثبتت له ملازمة الصدق