وهذا أبلغ الغايات وأقصى النهايات في وجوب الإقتداء به والإتباع له ،
لأنه عليه السلام طريق السلامة ومسلك الهداية ، ولأجل محبة الله سبحانه
وتعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وآله له أمرا بحمبته عليه السلام .
والمحبة منا الإتباع له عليه السلام والإقتداء به والقبول منه في
الأوامر والنواهي ، وجب ذلك وجوبا لازما مضيقا لا يجوز لأحد أن يعدل عنه .
فوجب حينئذ تقديمه بعد رسول الله صلى الله عليه وآله بلا
فصل
، لأن من قدم عليه غيره أخل في تلك المدة بما وجب عليه من الطاعة
له ، لا سيما وفي ألفاظ النبي ( ص ) معان كثيرة : إن السعيد كل السعيد من
أحبه والشقي كل الشقي من أبغضه ، وإن حبه براءة من النار ، ومن آذاه بعث
يهوديا أو نصرانيا وإن شهد الشهادتين ، إلى غير ذلك من الأخبار ، وفي
تأملها غنى عن الإشارة إليه .