فظهر أن سنة الله تعالى في النبيين الإستخلاف ، وأن هذه السنة لا تتبدل على مستقبل الأوقات .
ونبينا محمد صلى الله عليه وآله أوصى إلى علي بن أبي طالب عليه
السلام ، وقد مضى في فصوله من قول الفريقين ، تبع ( ص ) في ذلك الوحي
العظيم ، وقد مضى طرف منه في أماكنه ، والسنن الجارية من النبيين من قبله
واقتدى بأفعالهم واقتفى آثارهم .
ومما يبين ذلك ويوضحه ما رواه الفقيه الشافعي علي ابن المغازلي في
كتابه كتاب المناقب مسندا عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وآله : من ناصب عليا الخلافة بعدي فهو كافر وقد حارب الله ورسوله ، ومن شك
في علي فهو كافر [ وقد حارب الله ورسوله ] [4] .
وفي هذا الخبر المناظر كفاية عن غيره حيث هو من كتب أئمتهم ، ولا
أحد أصدق من أبي ذر ، لشهادة الرسول صلى الله عليه وآله بذلك ، فلو لا صحة
الوصية لعلي عليه السلام لم يستحقوا الكفر .