فقال : اجلس ، فأنت أخي ووصيي ووزيري ووارثي وخليفتي من بعدي .
فنهض القوم وهم يقولون لأبي طالب : يا أبا طالب ليهنك اليوم إن دخلت في دين ابن أخيك ، فقد جعل ابنك أميرا عليك .
وروى ذلك الطبري في تاريخه [1] والجرجاني في الصفوة ، إلا أنهما قالا : فأحجم القوم ، فقام علي فقال : أنا يا نبي الله أكن وزيرك .
فأخذ برقبتي ثم قال : هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوا .
قالا : فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع .
وروى جدي رحمه الله في كتاب نخب المناقب [2] حديثا مسندا إلى علي عليه السلام قال : فقلت : أنا يا رسول الله .
قال : أنت ، وأدناني وتفل في في .
فقاموا يتضاحكون ويقولون : بئسما حبا ابن عمه أن اتبعه [3] وصدقه .
وروى الطبري [4] أيضا عن ربيعة بن ناجد : أن رجلا قال لعلي :
ياأمير المؤمنين بم ورثت ابن عمك دون عمك ؟ فقال بعد كلام ذكر فيه حديث
الدعوة : فلم يقم إليه أحد ، فقمت إليه وكنت من أصغر القوم .
قال : فقال اجلس ، ثم قال ثلاث مرات ، كل ذلك أقوم إليه فيقول لي اجلس ،
[1]تاريخ الطبري 2 / 319 ، مع اختلاف يسير في بعض الألفاظ .