وحيث إن الوجوب في الوصية منسوخ فنسخه لا يمنع من جوازه كما تقدم .
لو ترك هذا القول بمعزل ونظر في الحال بعين الإنصاف ، كيف يتصور
العاقل اللبيب المتفكر الأريب أن محمدا صلى الله عليه وآله ترك الأمة
بأسرها في ظلم الحيرة والإختلاف والإهمال والضلال .
ما هكذا تقتضي السياسة المرضية ولا سعة الرحمة الإلهية ولا الأخلاق
النبوية ، فكيف نسب ذلك الإهمال إليه وقد قال الله تعالى مثنيا عليه
( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم )
[6] مع أنهم قد روى في الجمع بين الصحيحين للحميدي في الحديث الخامس والخمسين من أفراد مسلم من مسند عبد الله بن عمر قال : أمر