responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مع المصطفي (ص) نویسنده : عایشه بنت الشاطی    جلد : 1  صفحه : 232

تبدو غير متكافئة ، وهم الذين باعوا الدنيا بالآخرة ، وبايعوا المصطفى عليه الصلاة والسلام على الجهاد معه في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ، وليس فيهم من دخل في دينه إلا وهو على بينة من أمره .

المهاجرون خرجوا من ديارهم وأموالهم .

والانصار أصحاب العقبة الكبرى ، بايعوا النبي عليه الصلاة والسلام ( على نهكة الاموال وقتل الاشراف ) وودوا لو قاتلوا الوثنية عن دينهم من يوم العقبة ، لولا أن قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( لم نؤمر بذلك ، ولكن ارجعوا إلى رحالكم ) .

ليس التفسير إذن ، أنهم كانوا مظنة التردد في القتال أو الخوف من قوة عدوهم وكثرته .

وإنما اقتضت سنة الله سبحانه ، أن تطول تلك الجولة المكية الاولى بغير قتال ، ليؤمن من يؤمن عن عقيدة خالصة واقتناع حر ، ويكون الابتلاء بوطأة المشركين تمحيصا للصفوة من المؤمنين ، وتمزيقا لغشاوة الغفلة عن بصيرة قريش ، بما تشهد من هذا الاستبسال الصامد الذى لا يمكن إلا أن يكون عن إيمان بحق .

وتتابعت آيات القرآن تقصر مهمة الرسول على البلاغ : يدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة .

وأسلم من أسلم ، بمحض إرادته واختياره ، دون تورط أو إكراه أو مسايرة .

وما كان بعيدا في منطق الحياة أن تغلب القلة المؤمنة كثرة كافرة ،

نام کتاب : مع المصطفي (ص) نویسنده : عایشه بنت الشاطی    جلد : 1  صفحه : 232
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست