ثم رويتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم الاحزاب اللهم
رب الاجساد البالية والارواح الفانية وأن بن عباس سئل عن الارواح أين تكون
إذا فارقت الاجساد وأين تذهب الاجساد إذا بليت فقال أين يذهب السراج إذا
طفئ وأين يذهب البصر إذا عمي وأين يذهب لحم الصحيح إذا مرض قال لاأين قال
فكذلك الارواح إذا فارقت الاجساد وهذا لا يشبه قوله صلى الله عليه وسلم
إنهم ليسمعون كما تسمعون وما تروونه في عذاب القبر قال أبو محمد ونحن نقول
إنه إذا جاز في المعقول وصح في النظر وبالكتاب والخبر أن الله تعالى يبعث
مفي القبور بعد أن تكون الاجساد قد بليت والعظام قد رمت جاز أيضا في
المعقول وصح في النظر وبالكتاب والخبر أنهم يعذبون بعدالممات في البرزخ
فأما الكتاب فإالله تعالى يقول النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم
الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب فهم يعرضون بعد مماتهم على النار غدوا
وعشيا قبل يوم القيامة ويوم القيامة يدخلون أشد العذاب والله عزوجل يقول
ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين
بما آتاهم الله من فضله ويستبشرو بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف
عليهم ولا هم يحزنون