وقد يأتي على البخيل الموسى تارات لا يحضره فيها مال وله الضيعة
والاثاثوالديون فيحتاج إلى أن يقترض وإلى أن يرهن فكيف بمن لا يبقى لدرهم
ولا يفضل عن مواساته ونوائبه زاد وكيف يعلم المسلمون وأهل اليسار من صحابته
بحاجته إلى الطعام وهو لا يعلمهم ولا ينشط في وقته ذلك إليهم وقد نجد هذا
بعينه في أنفسنا وأشباهنا من الناس ونرى الرجل يحتاج إلى الشئ فلا ينشط فيه
إلى ولده ولا إلى أهله ولا إلى جاره ويبيع العلق ويستقرض من الغريب
والبعيد وإنما رهن درعه عند يهودي لان اليهود في عصره كانوا يبيعون الطعام
ولم يكن المسلمون يبيعونه لنهيه عن الاحتكار فما الذي أنكروه من هذا حتى
أظهروا التعجب منه وحتى رمى بعض المرقة الاعمش بالكذب من أجله قالوا حديث
يبطله القياس قالوا رويتم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر عمرو بن
العاص أن يقضي بين قوم وأن عمرا قال له أقضي يا رسول الله وأنت حاضر فقال
له اقض بينهم فإن أصبت فلك عشر حسنات وإن أخطأت فلك حسنة واحدة قالوا وهذا
الحكم لا يجوز على الله تبارك وتعالى