- حدثنى يحيى عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، أنه قال: قلت
لعائشة أم المؤمنين، وأنا يومئذ حديث السن: أرأيت قول الله تبارك وتعالى -
إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن
يطوف بهما - فما على الرجل شئ أن لا يطوف بهما.
فقالت عائشة: كلا.
لو كان كما تقول، لكانت فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما.
إنما أنزلت هذه الآية في الانصار.
كانوا يهلون لمناة.
وكانت مناة حذو قديد.
وكانوا يتحرجون أن يطوفوا بين الصفا والمروة.
فلما جاء الاسلام.
سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك.
فأنزل الله تبارك وتعالى - إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما -.
أخرجه البخاري في: 25 - كتاب الحج، 79 - باب وجوب الصفا والمروة، وجعل من شعائر الله.
ومسلم في 15 - كتاب الحج، 43 - باب بيان أن السعي بين الصفا والمروة ركن لا يصح الحج إلا به، حديث 259 و 260 و 261.
129 - (أرأيت قول الله) أي أخبريني عن مفهوم قوله.
(إن الصفا والمروة) جبلى السعي اللذين يسعىمن أحدهما إلى الآخر.
والصفا في الاصل جمع صفاة وهى الصخرة والحجر الاملس.
والمروة في الاصل حجر أبيض براق.
(من شعائر الله) أي المعالم التى ندب الله إليها، وأمر بالقيام عليها.
قاله الازهرى.
وقال الجوهرى: الشعائر أعمال الحج، وكل ما جعل علما لطاعة الله.
(يهلون) أي يحجون قبل أن يسلموا.
(لمناة) هي صنم كانت في الجاهلية.
قال ابن الكلبى: كانت صخرة نصبها عمرو بن لحى لهذيل، فكانوا يعبدونها.
(حذو) أي مقابل.
(قديد) قرية جامعة بين مكة والمدينة كثيرة المياه.
(يتحرجون) يتحرزون.
نام کتاب : الموطا نویسنده : مالک بن انس جلد : 1 صفحه : 373