رسول الله ( ص ) إليه ، وكان غير ممكن ولا مقدر بقاء رسول الله
في العالم ليكون بين ظهراني أمته فيرجعون إليه فيما يقع فيه خلاف ولا
يعلمونه من أمر الدين ، وجب أن يقوم مقام رسول الله ( ص ) من يرد إليه ما
يختلف فيه من أمر الدين فيكون الحكم إليه فيه ، ليكون أمر الله قائما ،
والذي يقوم مقام الرسول ( ص ) هو الامام .
إذا الامامة واجبة .
البرهان العاشر : لما كان القياس تحكيم النفس فيما يراد معرفته مما
يقع فيه خلاف وشك والرجوع إليها ، والاستدلال من جهتها على طلب وجهه ، وكان
الله تعالى قد منع الامة من القياس بقوله تعالى :
وكان لو كان لا يكون إمام في كل زمان وتخلو الارض منه مع مجئ لناس
إلى الكون أولا فأولا ، لكان قول الله كذبا ، وكان غير متوهم في قول الله
تعالى الكذب ، كان منه الايجاب بأن لكل زمان