ولم يكن أولئك الامة بهذه الفضيلة من كون الرسول بين ظهرانيهم فاصلا
أحكامهم معلما لهم معال دينهم وفرائضهم ، باعثا لهم على طلب الآخرة
والجهاد في سبيل الله ، مستغفرا لهم عن ذنوبهم ، ولا يوجد مثله فيما بينهم
أولى من غيرهم مع كون الرسول رسولا إلى الكافة ،ووسيلة للجماعة .
وجب من حيث أنه الله ليس بظلام للعبيد أن يوجد في الامة بعد نبيها
من يقوم مقامه ويسد مسده في كونه أمانا لها ، ووسيلة يستغفر الله لها ،
ويحفظ نظامها ، ويبعثها على ما فيه صلاحها ، مع فرض الله تعالى طلب الوسيلة
إليه بقوله تعالى :
﴿ وابتغوا إليه الوسيلة ﴾
[4] وامتناع توهم إعدام الله تعالى الامة الوسيلة مع إيجابه عليها طلبها ، والقام مقام الرسول هو الامام .