وذهاب المعتزلة في ذلك إلى تصحيح مذهبهم بقولهم إن المراد بقوله تعالى بيدي القدرة والقوة .
وذهاب قوم آخرين إلى أن ذلك يريد به النعمة والمنة ، وذهاب المجبرة
على أصنافها في تصحيح مذهبهم ، إلى أن المراد بذلك اليد التي هي أحد أجزاء
البدن وأبعاضه .
وكان كل أقاويلهم حقا لا ينكر ، لان قولنا قد يؤدي من المعاني ما أورده [1] كل فريق من الامة ، واحتجت به .
وكان في كونه مقدرا على ما يؤول منه بحسب مراد المؤول مشابها للثوب
الذي هو مقدر على ما يقع الفصل منه من فاصله بحسب هواه ، فواحد أن يرى أن
يقطع منه قميصا لحاجته إليه وكان ذلك ممكنا ، وآخر يريد أن يقطع منه
سراويلا لحاجته إليه ، وكان ذلك ممكنا ، وآخر يريد أن يقطع منه صدرة وجوريا
، أو قباء لحاجته إليه ، وكان ذلك كله ممكنا ، وكالنار أيضا فواحد له
مسرجه وفتيله يشعل فيها وواحد له شمع يشعل فيه ، وواحد له حطب يشعل فيه ،
وكان ذلك لا يخلو من ثلاثة أوجه : إما أن يكون جميع المعاني التي يؤديها
ظاهر اللفظ مما جاء به النبي صلى الله عليه وآله رشادا ، وهو واجب معرفته
على وجهه .
وإما أن يكون المقصود من المعاني الكثيرة التي تؤديها [2] اللفظةالواحدة معنى واحدا واثنتين ، وباقيها ضلال وواجب معرفته ليتجنب .
وإما أن يكون جمع المعاني التي يوجبها ظاهر اللفظة كلها ضلالا [3] .
يؤديها اللفظ الواحد معنى واحد واثنين ، فالحكمة تقتضي أن يكون موجودا بين الامة من يعلمهم الفرض المقصود والمعنى الذي