الضعفة والنساء ، وممن كان يقدم ضعفة أهله عبد الرحمن بن عوف
وعائشة ، وبه قال عطاء والثوري وأبو حنيفة والشافعي ولا نعلم فيه خلافا لان
فيه رفقا بهم ودفعا لمشقة الزحام عنهم والاقتداء بنبيهم عليه الصلاة
والسلام ( فصل ) وللمزدلفة ثلاثة أسماء : مزدلفة وجمع والمشعر الحرام ،
وحدها من مأزمي عرفة إلى قرن محسر وما على يمين ذلك وشماله من الشعاب ففي
أي موضع وقف منها اجزأه لقول النبي صلى الله عليه وسلم " كل المزدلفة موقف "
رواه أبو داود وابن ماجه ، وعن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "
وقفت ههنا بجمع وجمع كلها موقف " وليس وادي محسر من مزدلفة لقوله "
وارفعوا عن بطن محسر " ( مسألة ) ( فإذا أصبح بها صلى الصبح ، ثم يأني
المشعر الحرام فيرقى عليه أو يقف عنده ويحمد الله تعالى ويكبر ويدعو )
يستحب أن يعجل صلاة الصبح ليتسع وقت الوقوف عند المشعر الحرام لقول جابر إن
النبي صلى الله عليه وسلم صلى الصبح حين تبين له الصبح ، ثم إذا صلى أتى
المشعر الحرام فوقف عنده أو رقي عليه إن أمكنه فذكر الله تعالى ودعاه
واجتهد لقول الله تعالى ( فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر
الحرام ) وفي حديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى المشعر الحرام
فرقي عليه فحمد الله وكبره وهلله ووحده ، وفيلفظ ثم ركب القصواء حتى أتى
المشعر الحرام فاستقبل القبلة فدعا الله وهلله وكبره واجتهد ، ويستحب أن
يكون من دعائه : اللهم كما وقفتنا فيه وأريتنا اياه فوفقنا لذكرك كما
هديتنا ، واغفر لنا وارحمنا كما وعدتنا بقولك وقولك الحق ( فإذا أفضتم من
عرفات - إلى - غفور رحيم ) الآيتين إلى أن يسفر لان في حديث جابر أن النبي
صلى الله عليه وسلم لم يزل واقفا حتى أسفر جدا ( مسألة ) ( ثم يدفع قبل
طلوع الشمس لا نعلم خلافا في استحباب الدفع قبل طلوع الشمس لان النبي صلى
الله عليه وسلم كان يفعله .
قال ابن عمر رضي الله عنهما إن المشركين كانوا لا يفيضون يقولون : أشرق ثبير كيما نغير .