حابس أو سلطان جائر أو حاجة ظاهرة فليمت على أي حال شاء يهوديا
أو نصرانيا " وعن عمر نحوه من قوله ، وكذلك عن ابن عمر وابن عباس رضي الله
عنهم ، ولانه أحد أركان الاسلام فكان واجبا على الفور كالصيام ، ولان وجوبه
بصفة التوسع بخروجه عن رتبة الواجبات لانه يؤخر إلى غير غاية ولا يأثم
بالموت قبل فعله لكونه فعل ما يجوز له فعله وليس على الموت أمارة يقدر
بعدها على فعله ، فأما النبي صلى الله عليه وسلم فانما فتح مكة سنة ثمان
وإنما أخره سنة تسع فيحتمل انه كان له عذر من عدم الاستطاعة أو كره رؤية
المشركين عراة حول البيت فأخر الحج حتى بعث أبا بكر ينادي أن لا يحج بعد
العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ويحتمل أنه اخره بامر الله تعالى لتكون
حجته حجة الوداع في السنة التي استدار فيها الزمان كهيئته يوم خلق الله
السموات والارض ويصادف وقفة الجمعة ويكمل الله دينه ويقال انه اجتمع يومئذ
اعياد أهل كل دين ولم يجتمع قبله ولا بعده فاما تسمية فعل الحج قضاء فانه
يسمى بذلك قال الله تعالى ( ثم ليقضوا تفثهم ) وعلى أنه لا يلزم من الوجوب
على الفور