وقدرا وإن أخرج بهرجا عن الجيد وزاد بقدر ما يساوي قيمة الجيد
جاز لذلك وهكذا ذكر أبو الخطاب وقال القاضي يلزمه اخراج جيد ولا يرجع فيما
أخرجه من المعيب لانه أخرج معيبا في حق الله فاشبه ما لو أخرج مريضة عن
صحاح وبهذا قال الشافعي الا أن أصحابه قالوا له الرجوع فيما أخرج من المعيب
في احد الوجهين .
( مسألة )
( وهل يضم الذهب إلى الفضة في تكميل النصاب أو يخرج أحدهما عن الآخر
؟ على روايتين ) إذا كان له من كل واحد من الذهب والفضة مالا يبلغ نصابا
بمفرده فقد نقل عن أحمد أنه توقف في ضم أحدهما إلى الآخر في رواية الاثرم
وجماعة وقطع في رواية حنبل أنه لا زكاة عليه حتى يبلغ كل واحد منهما نصابا
وقد نقل الخرقي فيها روايتين ونقلهما غيره من الاصحاب احداهما لا يضم وهو
قولابن أبي ليلى والحسن بن صالح وشريك والشافعي وأبي عبيد وأبي ثور واختيار
أبي بكر عبد العزيز لقوله عليه السلام " ليس فيما دون خمس اواق صدقة "
متفق عليه ولانهما مالان يختلف نصابهما فلم يضم أحدهما إلى الآخر كاجناس
الماشية ، والثانية يضم وهو قول الحسن وقتادة ومالك والثوري والاوزاعي
وأصحاب الرأي لان أحدهما يضم إلى ما يضم إليه الآخر فيضم إلى الآخر كأنواع
الجنس ولانهما نفعهما واحد والمقصود منهما متحد فانهما قيم المتلفات وأروش
الجنايات وثمن البياعات وحلي لمن يريدهما فاشبها النوعين والحديث مخصوص
بعرض التجارة فنقيس عليه ( فصل) وهل يخرج أحدهما عن الآخر في الزكاة فيه روايتان نص عليهما أحمد
أحدهما لا يجوز اختاره أبو بكر لانهما جنسان فلم يجز إخراج أحدهما عن الآخر
كسائر الاجناس ، ولان أنواع الجنس