لقوله تعالى ( فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ) ويجب استيعاب الوجه
والكفين بالمسح فيمسح ما يأتي عليه الماء إلا المضمضة والاستنشاق وما تحت
الشعور الخفيفة وهذا قول الشافعي ، وقال سليمان بن داود يجزئه إذا لم يصب
إلا بعض وجهه وبعض كفيه ولنا قوله تعالى ( فامسحوا بوجوهكم وأيديكم )
والباء للالصاق فصار كأنه قال فامسحوا وجوهكم وأيديكم ، فيجب تعميمهما كما
وجب تعميمهما بالغسل بقوله تعالى ( فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق )
فان بقى من محل الفرض شئ لم يصله التراب أمر يده عليه ما لم يفصل راحته فان
فصل راحته وكان قد بقي عليها غبار جاز أن يمسح بها وإن لم يبق عليها غبار
احتاج إلى ضربة أخرى ، وان كان المتروك من الوجه مسحه وأعاد مسح يديه ليحصل
الترتيب ، وان تطاول الفصل بينهما وقلنا بوجوب الموالاة استأنف التيمم
ويرجع في طول الفصل وقصره إلى القدر الذي ذكرناه في الطهارة لان التيمم فرع
عليها وقد ذكرنا الخلاف في وجوب الترتيب والموالاة في الوضوء وذكرنا
الدليل بما يغني عن اعادته والتيمم مبني عليه لانه بدل عنه ومقيس عليه ،
وظاهر المذهب وجوبهما في الوضوء كذلك ههنا ، والحكم في التسمية ههنا كالحكم
في التسمية في الوضوء على ما ذكرنا من الخلاف فيه ( فصل ) ويجب مسح اليدين
إلى الموضع الذي يقطع منه السارق أومأ إليه أحمد وقال : قال ا