و يخبرك عنها لسانات أعين *** جبال و انهار و بحر و أيكة
و لا بأس فى ذاك لما قد رأيته *** من ان سنام العلم ذاقوا مشقتى
و قد شهد التاريخ صدقا بمثل ذا *** على كل من فاق السباق بسبقة
و قد لدغتنى حية فى جبالنا *** و انى قتلت الحية سوء قتلة
و لدغتها قد جبلتنى و شوهت *** و كنت صبيا يالها سوء لدغة
لكنت من إحرار لظى سم لدغها *** اموت و احيى برهة بعد برهة
و ربى الرحيم قد نجانى من الأذى *** و ادخلنى فى عيشة ما هنيئة
و لكننى صرت ابتليت بحية *** هى شر حيات على الارض دبت
و لو تسأل التنين و الدب فى السماء *** لقالا هربنا من اذيها بثمة
ألا و هى ما بين جنبى قد أوت *** ألا و هى أعدى عدوى لهلكة
ألا و هى بالسوء أمارة فقط *** ألا و هى النفس الولوع لنكبة
مضينا و لم يحصل لنا طول دهرنا *** سوى ما درينا حرفة بعد حرفة
سوى صرفنا الفاظ بعض الطوائف *** سوى نحونا جمع دفاتر عصبة
سوى ما عرفنا من حوامل انجم *** تداويرها و الخمسة ذات حيرة
سوى سير فيل وفق لوح مربع *** او العدل من بيتين فيه بحصة
و لقط و تكسير اساس نظيرة *** و مستحصل ما استحصل للصعوبة
و مفتاح مغلاق لدى ذى الكتابة *** و مغن و ظلى من الهندسية
و آلات ارصاد كأنواع حلقة *** و حك وإسكاف و ربع و لبنة
سوى نقطة قرن الغزال و نصرة *** و ذا شكل لحيان و ذا بيت عقلة
سوى الامتياز بين اصل البرائة *** و ما هو اصل الاشتغال لذمة
و هذا فراغ ليس حكم التجاوز *** و هذا ورود ليس حكم الحكومة