ثقى بالذى اياه يقصد من سواه *** دعى ما دعاه الغاغة من دنية
و اياك و الدون الذى كان فانيا *** عليك بما فيه ابتغاء الأعزة
و لا يشتكى الحر من احوال دهره *** فان هوان الدهر دون لشكوة
و ليس مناص من أناس و بأسهم *** فلابد من إغماض أوهام فرقة
و يا قوم هل من مخلص يرتجى لنا *** أم الحكم أن نرضى بتلك البلية
لك الويل و التعس لان كنت جائرا *** على اضعف المخلوق كان كنملة
اذا قيس ذنب ماإلى ذنب آخر *** فذا عند هذا من ذنوب صغيرة
اذا ما نظرت الله جل جلاله *** ترى كل ذنب من ذنوب كبيرة
و نصبح فى امر و نمسى باخر *** نروح و نغدو فى الأمانى الرزية
مضى الأمد و الوقت قد أقبل الأبد *** على ما انقضى العمر لقد ضاع ثروتى
و أقبلت الأخرى فقد حان رحلتى *** و أدبرت الدنيا فقد دان ضجعتى
كرهت امورا كانت الخير كله *** و احببت الاخرى و هى عين الكريهة
تمنيتها ثم توخيت بعد ذا *** بأن لم تك تلك الامانى منيتى
و أمنية فيها الأمان بمعزل *** و أمنية فيها انفعالى و خفتى
و كنت ظننت ما ظننت و انها *** لما نفعت تالله مثقال ذرة
فخليت نفسى عن سوى حسن ظنها *** بربى فعاشت فى سراح و فسحة
مواعيد عرقوب سمعت و شرها *** أمانى نفس كان فيها منيتى
و قد نالنى ريب المنون على الولاء *** و أنقذنى الرحمن من سوء ميتتى
و لا أقدر تقرير تلك المهالك *** و لا أظهر ما عند ربى لحسبتى
و مشرب يعقوب النبى لموردى *** إلى الله يشكو البث و الحزن عفتى