نام کتاب : البحث في رسالات عشر نویسنده : القدیري، محمدحسن جلد : 1 صفحه : 380
الطريقية ليست من الامور المجعولة بل هي تكوينية محضة و جعلها نظير جعل
البرودة والحرارة , فما قيل من أن الامارة علم تعبدى مجرد عبارة ,
فان التعبد بالعلم من قبيل التعبد بالبرودة والحرارة تعبد في الامور
التكوينية . لا أقول بعدم إمكان التعبد بذلك , فان معناه ليس إلا
التنزيل , و هذا بمكان من الامكان , لكن الاشكال في أنه هل هذا الاعتبار
عقلائي أولا ؟ ولو فرض أنه عقلائي فلا دليل
على أن المجعول في
الامارات العلم و الطريقية ونحو ذلك , فأى دليل دل على أن الخبر
مثلا علم أو طريق ؟ أو أى دليل دل على أن المجعول تنزيل النفس منزلة
العالم أو تنزيل المؤدى منزلة الواقع ؟ أو غير ذلك مما أفادوا من
التعبيرات
. كل هذه تصورات و تخيلات و ليس في دليل واحد عين منها ولا
أثر . بل معنى الحجية في الامارة أنها معتبرة عند معتبرها , أى يستند
إليها و يحتج بها , فالخبر اذا كان حجة يحتج به فيكون منجزا للواقع
عند الاصابة و موجبا للعذر عند المخالفة , و هذا المعنى من الحجية
عقلائي و شرعي فيمكن أن يكون شيء حجة عقلائية أى يكون موجبا
للاحتجاج به عندهم مع ردع الشارع عنه نظير القياس , و يمكن العكس
كالخبر على القول بالتعبد فيه . و على هذا فلا مانع من جعل الحجية بهذا
النحو للخبرين المتعارضين , بأن يكون كل منهما موجبا للاحتجاج به عند
الاصابة والخطأ , إلا في مورد عدم إمكان الامتثال و هو دوران الامر بين
النفي والاثبات و بين المحذورين .
بيان ذلك : ذكروا أن التعارض أصلي و عرفي . فالاول هو الدوران
بين النفي و الاثبات , نظير ما اذا دل دليل على وجوب الدعاء عند
رؤية الهلال و دليل آخر على عدمه . و الثاني غير ذلك مع العلم
بالمخالفة في واحد منهما , نظير ما اذا دل دليل على وجوب الظهر و
دليل آخر على وجوب الجمعة , وجعل الحجية بهذا المعنى غير ممكن في
الاول , بأن يجعل الدليل الدال على وجوب الدعاء , موجبا للتنجز عند
الاصابة , و ان كان الدليل الدال على نفي الوجوب
نام کتاب : البحث في رسالات عشر نویسنده : القدیري، محمدحسن جلد : 1 صفحه : 380