نام کتاب : البحث في رسالات عشر نویسنده : القدیري، محمدحسن جلد : 1 صفحه : 121
بل هي مجملة من حيث سعة التشريع وضيقه , و قد مربيان ذلك بنحو أوفى .
و ليعلم أن دلالة هذه الروايات ولو بملاحظة مجموعها على الوجوب
التعييني في الجملة غير قابل للانكار فمع عدم الدليل على الوجوب
التخييرى مطلقا كما هو كذلك على ما سيظهر , نلتزم بالوجوب التعييني
إجمالا . فما التزم به ـ دام ظله ـ أى الوجوب التخييرى بحسب أصل
الشرع مخالف لظاهر هذه الروايات من دون وجود دليل صالح عليه .
و محل نظرنا عدم استفادة الوجوب التعييني مطلقا حتى مع عدم بسط
يد الامام من هذه الروايات , فالوجوب المستفاد منها أى الوجوب
التعييني إجمالا لاوجه لحمله على التخييرى كما سيظهر إن شاء الله , و
ما يمكن الالتزام بالتخيير فيه ليست هذه الروايات ناظرة إلى حكمه ,
فتدبر جيدا .
قال : ( الاول ) إن صلاة الجمعة من المسائل التي تعم بها البلوى و
محتاج إليها جميع الناس عدا ما استثني في الروايات فلو كانت مثل
هذه الصلاة واجبة
تعيينا لبان و ظهر ظهور الشمس في رائعة النهار ,
كيف و المشهور بين القدماء عدم وجوبها تعيينا بل نقل على ذلك إجماعهم
, و هذا أقوى شاهد على عدم الوجوب التعييني لصلاة الجمعة .
( الثاني ) السيرة القطعية بين أصحاب الائمة ( عليهم السلام )
كانت جارية على ترك صلاة الجمعة مع أنهم أجلاء وردت في حقهم مدائح
كثيرة , فلو كانت صلاة الجمعة واجبة تعيينا للزم تجاهر هم بالفسق و
العياد بالله .
أترى أن زرارة مع شأنه الجليل و منزلته الرفيعة و هو الذى كان من
أصحاب سر الامام ( عليه السلام ) و ورد في حقه ما هو غني عن البيان
كان تاركا لهذه الفريضة مع وجوبها تعيينا ولا سيما بملاحظة أن عدة
نام کتاب : البحث في رسالات عشر نویسنده : القدیري، محمدحسن جلد : 1 صفحه : 121