نام کتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 60
لما انتهت معركة الخندق ، وعاد المشركون قد أذلهم الله وأخزاهم ،
ولما رجعت إلى يثرب أوحي إلي أن أسير إلى بني قريظة ، أمرت أن ينادي
المنادي بين المسلمين « من كان سامعاً مطيعاً فلا يصلين العصر إلا في بني
قريظة » .
فسرت إليهم بجميع من كان معي ، وكان عددهم ثلاثة آلاف ، وقد عقدت
الراية لعلي ، والمسلمون يتوسمون خطاه في أفواجهم الزاخرة ، فلما بلغ
حصونهم سمع منهم سباً ، وقذفاً لي ، فبادر علي إلي وطلب مني أن أعسكر
بعيداً عن السور إشفاقاً عليّ من سماع سبّهم وهجائهم لي .
وحاصرهم علي خمسة عشر يوماً فأجهدهم الحصار ففتحوا الأبواب ،
وأستولى عليهم الإمام ، ورجع وهو منتصر ظافر ، وقدأرجَعتُ أمر بني قريظة
إلى سعد بن معاذ فحكم بقتل رجالهم ، وتقسيم ذراريهم ونسائهم ، وأن تكون
ديارهم للمهاجرين دون الأنصار ، فأمرت علياً أن يضرب أعناقهم ، فأخرج
اليهود زمراً فقتلهم ، وفيهم كعب بن أسد رئيس بني قريظة ، وحي بن أخطب رئيس
بني النضير ، وقد أبادهم علي ببتاره فكانوا ستمائة شخص .
وهكذا كان أمير المؤمنين سيفاً من سيوف الله ، قد استقام به أمر
الاسلام ، وبنيت قواعده ، وأسست أركانه فإنه لم يصمد أحد في تلك المعارك
الرهيبة غيره ، ولم يبل احد بمثل ما ابلى به ، فقد كان دفاعه عن الاسلام
مشفوعاً بروح الايمان والاخلاص لله .
فتـح مكـة :
وفي السنة الثامنة من الهجرة اتجهت إلى فتح مكة ،
وقد كتمت الخبر عن جميع افراد الجيش ، لأفاجيء اهل مكة وهم على غير اهبة
واستعداد محافظة على حرمة البيت وقدسيته من ان تراق فيه الدماء .
وسارت الجيوش تطوي البيداء ، فلما اشرفت على مكة خرج عمي العباس
وعلي في غلس الليل فبينما يسيران إذ سمع عمي العباس صوت ابي سفيان ، ولم
نام کتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 60