نام کتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 162
« واسكت فإنك صبي ، وأنا شيخ ، والله إني أبسط منك لساناً ، وأحدّ
منك سناناً ، وأشجع منك جناناً ، وأملأ منك حشواً في الكتيبة . . »
فردّ عليه أمير المؤمنين قائلاً :
« أسكت فإنك فاسق » .
فأنزل الله تعالى فيهما « أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقاً » [1] ،
وقد غشني وكذّب عليّ حينما أرسلته في بني المصطلق فعاد إلي يزعم انهم منعوه
الصدقة فخرجت اليهم غازياً فتبين لي كذبه ، ونزلت عليَّ الآية بفسقه وهي
قوله تعالى : ﴿ يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ﴾ [2] .
ومع إعلان القرآن بفسقه ، وتجريده عن صبغة الإيمان كيف ساغ لك أن تجعله حاكماً على المسلمين .
ولما استعملته والياً على الكوفة بالغ في الاستهتار والتهتك
والمجون ، فلم يرجو لله وقاراً ، وقد اقترف أفحش جريمة ، وأفظع ذنب ، فقد
ثمل وصلى بالناس صلاة الصبح أربع ركعات ، وصار يقول في ركوعه وسجوده « اشرب
واسقني » ثم قاء في المحراب وسلم ، وقال هل أزيدكم ؟ .
فقال له ابن مسعود : لا زادك الله خيراً ، ولا من بعثك الينا وأخذ
فروة نعله ، وضرب بها وجه الوليد ، وحصبه الناس فدخل القصر ، والحصباة
تأخذه ، وهو مترنح [3] ويقول الحطيئة جرول ابن أوس العبسي في فعله :
شهـد الحطيئة يـوم يلقـى ربـه *** إن الوليـد أحـق بـالغـدرِ
نـادى وقـد تمـت صـلاتـهـم *** أأزيـدكم ثمـلاً ولا يـدري