نام کتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 100
بانشاء واحد فالزمتهم بذلك ، وقلت : « إن الناس قد استعجلوا في أمركانت لهم فيه أناة ، فلو امضيناه عليهم ، ثم امضيته » [1] .
إن من الغريب أن يكون استعجال الناس موجباً إلى التلاعب بنص القرآن
، ونبذ أحكامه ، وقد نددت بمن ارتكب ذلك فقد بلغني عن رجل طلق امرأته ثلاث
تطليقات جميعاً فقمت وأنا غضبان وقلت :
ألم تسمع ذلك مني فكيف سانح لك تغيير ما جاء به الله ، واستقرت عليه السنة ، فلا حول ولا قوة إلا بالله .
4 ـ صلاة التراويح :
ومن تشريعاتك صلاة التراويح جماعة فإن الله لم يشرع
أي نافلة جماعة إلا صلاة الاستسقاء ، وإنما شرعت الجماعة في الصلوات
اليومية ، وصلاة الطواف ، والعيدين ، وصلاة الجنائز ، وما عدا ذلك فلم تشرع
فيها الجماعة ، ولكنك عمدت إلى تغيير هذه السنّة ، فشرّعت قِبال ما جاء به
الله ، كنت ترى الناس في المسجد يصلي كل واحد منهم على شاكلته ، فاستحسنت
أن توحدهم بصلاة إمام واحد ، فابرمت حكمك بصلاتها جماعة ، وعممت أمرك إلى
سائر البلاد الإسلامية ، متحدياً السنّة بالاستحسان عن عمد وإصرار ، وكنت
تقول : « إنها بدعة ، ونعمت البدعة » [3] .
وكنت أحبذ صلاة النوافل في البيوت من دون جماعة حتى يتزود
المصلي من الاتصال بالله ، ويُقبل بقلبه عليه ، وتنشط أعضاؤه لطاعته ،
يستقل منها أو
[1] صحيح مسلم 1 ـ 574 ، سنن البيهقي 7 ـ 336 ، تفسير القرطبي 3 ـ 130 ، مسند أحمد 1 ـ 314 .
[2]ـ تيسير الوصول 3 ـ 160 ، تفسير ابن كثير 1 ـ 277 ، الدر المنثور 1 ـ 283 .