نام کتاب : الذنب اسبابه و علاجه نویسنده : القرائتي، محسن جلد : 1 صفحه : 217
والذنوب الماحقة ؟!
وبالحقيقة لو عرفنا انفسنا وامعنا النظر في شخصياتنا لمنعنا ذلك من
اقتراف ايّ ذنب ، ولكن لو تصورنا انفسنا بانها منحطة وفارغة ولم نقيمها
فسوف نفعل كل فعل منحط .
ونقرأ في الآية 54 من سورة الزخرف :
﴿ فاستخفّ قومه فأطاعوه ﴾ .
ومعناه : ان البرنامج الاستعماري والاستثماري لفرعون الذي وضعه
لقومه جعلهم بلا شخصية وأدّى بهم الى الانحطاط والاستخفاف بأنفسهم وجعلهم
بالتالي يتبعون فرعون ، فلو كانوا يمتلكون شخصية قوية وثابتة فمن المحال ان
يضحوا بانفسهم في سبيل حياة فرعون الملوثة ، ولكن احساسهم بالحقارة صيّرهم
عبيداً لغير الله جل وعلا .
معرفة النفس في نظر الروايات :
قال امير المؤمنين علي ( عليه السلام ) :
1 ـ إنّه ليس لانفسكم ثمن إلاّ الجنة فلا تبيعوها الاّ بها » [1] .
2 ـ « قبيح بذي العقل أن يكون بهيمة وقد امكنه ان يكون إنساناً » [2] .