مثل من يعمل سوء يجز به [1] ومن كسب سيئة وأحاطت به خطيئته [2] كل امرء بما كسب رهينة [3] فمن افترى على الله الكذب [4] اعتصموا
بحبل الله جميعا ولا تتفرقوا [5] حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم
[6] ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا [7] .
فهذه الايات ونحوها لا يوصل الى حقائقها الا المعصوم ، إذ الكتاب
والسنة مشتملان على المجملات والمتشابهات ، وتفويض استخراج ذلك الى
الاجتهاد المختلف باختلاف الامارات فيه تعطيل الامور ، والتكليف بغير
المقدور ، والخوف من عدم اصابة الحق .
وقد نقل أن رجلا دخل على فخر الرازي في موضعه ، فوجده يبكي ، فقال :
مم بكاؤك ؟ فقال : مسألة حكمت بها من ثلاثين سنة ، وضعتها في مصنفاتي ،
وسارت بها الركبان ، والان ظهر لي أنها خطأ ، فما يؤمنني أن يكون جميع ما
صنفته وألفته كذلك ، فهذا خوف امامهم مع سعة فضله وفهمه .
فان قيل : يلزم من قولكم بطلان الاجتهاد .
قلنا : نعم [8] ، هذا قولنا وقول علمائنا المتقدمين ، والمتواتر عن أئمتنا المعصومين ،