قوله تعالى لا تقدموا بين يدي الله ورسوله [1] وقوله آلله أذن لكم أم على الله تفترون [2] .
ووجه الدلالة : أن اختيار الامام بغير اذن من الله ورسوله تقديم بين
يديهما وافتراء على الله ، فبطل امامة أئمة أهل الاختيار حيث اختاروهم
بغير اذن من الله ورسوله ، وثبت امامة أئمتنا الأطهار حيث لا قائل بالفصل ،
وانما قلنا ان اختيارهم بغير اذن من الله ورسوله ، لأن المخالف ليس له
دليل من الكتاب والسنة عليه ، وينبغي أن نأتي بذكر أقوال المخالف في
الاختيار ليتبين أن قولهم بالاختيار من غير دليل وبرهان .
قال الماوردي في أحكامه : وأما أهل الامامة ، فالشروط المعتبرة فيهم سبعة : أحدها : العدالة على شروطها الجامعة .
والثاني : العلم المؤدي الى الاجتهاد في النوازل والأحكام .
والثالث : سلامة الحواس من السمع والبصر واللسان ليصح معها مباشرة ما يدرك بها .
والرابع : سلامة الأعضاء من نقص يمنع من استيفاء الحركة وسرعة النهوض .
والخامس : صحة الرأي المفضي الى سياسة الرعية وتدبير المصالح .
والسادس : الشجاعة والنجدة المؤدية الى حماية البيضة وجهاد العدو .
والسابع : النسب ، وهو أن يكون من قريش ، لورود النص فيه وانعقاد الاجماع